رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

ليس هذا العنوان من عندياتي وإنما لمحت ما يشير إلى مضمونه عرضا في ختام التقديم العلمي الذي قدمه الدكتور هاني النقراشي ضمن محاضرته حول مستقبل الطاقة الشمسية في مصر بمكتبة مصر العامة الأسبوع الماضي والتي شرفت بحضورها والاستماع إلى عالم جليل من الذين يحق لمصر أن تفخر بأنهم من أبنائها.

والمتابع لنشاطات الدكتور النقراشي يمكن أن يدرك بسهولة ودون كثير اجتهاد أنه معجون ومخبوز بفكرة توسيع نطاق استخدام الطاقة الشمسية ومن هنا يأتي تصوري بأن الجميع يجب أن يصمت إذا تكلم في الموضوع، ولعله من هنا جاء حرصي على حضور محاضرته رغم بعد مجالها التقني عن اهتماماتي النظرية البحتة.

بعيدا عن فكرة حيوية الطاقة الشمسية لمصر وأهميتها في المستقبل وأنها خلاص الإنسانية وليس مصر فقط، وهي الفكرة التي يعتبر النقراشي من أفضل المدافعين عنها فإن ما شدني في المحاضرة بعض الجوانب التي ربما تبدو مثيرة للجدل أو النقاش بشأن تنوع مصادر الطاقة في مصر وأفضل السبل لتحقيق ذلك.

من سياق المحاضرة ومناقشاتها يمكن أن تدرك مدى الجرم الذي اتجهت إليه بعض الجهات في مصر بالسماح باستخدام الفحم في الوقت الذي تتجه فيه كافة دول العالم إلى التخلص من هذا المورد كأحد مصادر الطاقة، بشكل يوحي لك بأنه في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى الأمام فإننا نرجع إلى الخلف. لكن الدكتور النقراشي يطمئننا بأن استثمارات هذا المورد في ضوء تطور المصادر الأخرى ربما تجعله أقل عائد مما قد يؤدي في النهاية إلى عزوف المستثمر عن التوسع فيه وبالتالي اندثاره بشكل شبه تلقائي.

من بين الآمال التي يبثها فينا الدكتور النقراشي أننا يمكن أن نضرب عصفورين بحجر إذا ما أقمنا محطات طاقة شمسية بالقرب من مناطق بحرية حيث يمكن لنا في هذه الحالة أن نستغل الأمر دون أي تكلفة إضافية في توفير الطاقة لمحطات تحلية المياه، والتي توفر مصدرا مستداما للمياه على غرار المصدر المستدام للطاقة الذي توفره الشمس.

ومن سياق المحاضرة حطم النقراشي جانبًا من إيماني بعظمة محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان بإشارته إلى أنه كان من الأفضل إنشاء عدة محطات صغيرة على مناطق متفرقة بدلا من إنشاء محطة ضخمة بسبب صعوبات تحميل الطاقة عبر الشبكة.

وعن هذا الجانب الأخير أثار حديث النقراشي شجونا مختلفة لديّ، فرغم إشادته البالغة بمحطات الكهرباء الثلاث الجديدة التي نفذتها سيمنز إلا أنه أشار إلى مشكلة تتعلق بفائض الطاقة الناتج عن المحطات والذي يوجد صعوبة في استغلاله، مما قد يؤثر على حجم الاستفادة من هذه المحطات. وربما يفسر طرح النقراشي وما يمكن استنتاجه من حديثه تجاه الحكومة لبيع بعض هذه المحطات، لاستغلال هذا الفائض إلى جانب توفير سيولة ناتجة من عمليات البيع على نحو ما أشرنا في مقالين سابقين.

من وجهة نظري أن أهم نقطة تثير التفاؤل في حديث النقراشي والذي ربما يلخص ما يمكن اعتباره نظريته بشأن استخدامات الطاقة الشمسية ، ذلك التصور الذي طرحه بشأن حجم استخدام الطاقة المتجددة في مصر بحلول منتصف القرن الحالي 2050 حيث أشار إلى أنه يمكن الوصول بهذا الحجم إلى 80%، ويتضح طموح هذا الرقم إذا علمنا أن المخطط الوصول إليه بحلول عام 2025 هو 22% تقريبا، أي المستهدف مضاعفة الرقم أربعة أضعاف، وهو طموح يمكن تصور مدى الفائدة التي يعود بها علينا إذا وضعنا في الاعتبار أن الشمس مصدر متجدد غير مكلف وأنه رغم تكلفة إنشاء المحطات الشمسية إلا أن عائدها يتعاظم على المدى الطويل.

ما لم يتطرق إليه النقراشي ربما لضيق الوقت وربما لبعد الأمر عن مجاله، وربما لأسباب أخرى لديه هو: هل يعني ذلك أن مصر يجب أن تغير مخططاتها المستقبلية لمصادر الطاقة بما في ذلك الطاقة النووية؟ أمر نود لو سمعنا منه بشأنه في محاضرات أخرى.

[email protected]