عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

كان المسلمون زمن رسول الله.. أمة واحدة.. على مذهب واحد.. كان أكبر خلاف ينتهى فى لحظة ما إن تبدو علامات الغضب على وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وبانتقاله (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى.. انقطع الوحى.. وبدأ المسلمون يديرون شئونهم حسب فهم وعقلية كل منهم.. وهنا بدا ظهور الخلاف أمراً طبيعياً.. توسعت دائرته وتجسدت فى معركة صفين بمقتل 70 ألف مسلم.. وامتد الخلاف من الحكم للفقه وفهم الدين نفسه.. فاتخذ كل فريق من فهمه وقياسه ديناً له.. فتعددت المذاهب والفرق.. واتسع الخلاف.

وهنا وصلت الأمة إلى ما حذر منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة...).. وما أدعو إليه صراحة هو تجاوز كل تلك القرون بما حوت من فرق ومذاهب والعودة لكتاب الله وسنة نبيه.. للخروج بفقه جديد يستند إلى عقل حديث يجارى عجلة الزمان.. أعرف أن مثل هذه الدعوة تصيب الكثيرين بصدمة كهربائية.. وهل يفيق من يعانق الموت بغير هذا!.. سيقولون إن حرق تراثنا الفقهى.. والإجابة بالطبع لا.. لكنه الأخذ بالأصول وتمحيص الفروع.. فكل يؤخذ منه ويرد.. ولا يعقل أن نقول إن رسول الله لم يفعل ذلك.. فيخرج علينا من يقول لكن فلان فعل وعلان قال!.

كما لا يعقل أن يبلغ بنا «التكلس» الفقهى أنه كلما ألمّت بنا ملمة.. نعود لمن سبقونا بسبعمائة أو ألف سنة لنبحث عن الحل عندهم.. أليس فيكم رجل رشيد!.. ويجب ألا تؤخذ هذه الدعوة على أنها طعن فيمن سبقونا من علماء وفقهاء الأمة.. فهم أدوا ما عليهم فى زمانهم حتى لقوا ربهم.. فماذا فعلنا نحن لزماننا؟!. فلا يمكن أن يتحول فهمنا للدين إلى ترس خشبى فى قلب آلة حديثة!.. فتجديد الفقه والخطاب الدينى لا ولن يكون إلا بالعودة لكتاب الله وصحيح السنة.. وترك ما اعتبر ديناً من اجتهادات من سبقونا.. ويأتى موقف صحابة رسول الله من محاولة عمر بن الخطاب رضى الله عنه منع «حج المتمتع» خير دليل على صحة تلك الدعوة.. فعندما قرر الفاروق وهو خليفة المسلمين منع «حج المتمتع».. قال عمران بن حصين رضى الله عنه: «نزلت آية المتعة فى كتاب الله وأمرنا بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال رجل برأيه بعد ما شاء».. وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه: «ما كنت لأدع سنة النبى (صلى الله عليه وسلم) لقول أحد».. أقول هذا والمجتهد هو الفاروق رضى الله عنه.. فما بالنا اليوم بالشيخ فلان والشيخ علان ممن ملأوا حياتنا دماءً وفرقة.. (وللحديث بقية).

[email protected] com