رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيبقى التساؤل الدائم؟ ما الذى تفتقده العملية التعليمية فى بلد نامٍ مثل مصر هل الاستثمار أم البشر؟ بصيغة أبسط، هل الأدوات والتجهيزات أم إعداد أفضل للمعلم أم كلاهما معا؟.. هكذا اختتمت سيدة الشاشة الفنانة فاتن حمامة آخر جملة لها فى أول أعمالها التليفزيونية وأنجحها وأشهرها ضمير أبلة حكمت انتاج عام 1991ولعل ما ميز المسلسل بجانب أداء النجوم المتقن والجاد كان النص المتماسك والحوار المتناسق الذى أبدعه الراحل أسامة أنور عكاشة، وجعل الجمهور يشاهد الحوار بين أبطال العمل وكأنه أمام نص روائى يغلب عليه الطابع الشعرى، وفى النهاية وبالطبع فإن (حكمت) رفضت الإغراءات واختارت الإجابة بـ(لا) للإغراء، وذلك كى تحافظ على مبادئها وضميرها الذى لا يحيد عن الحق، وقد دفعت ثمن ذلك بعدم ترقيتها إلى درجة وكيلة وزارة، إلا أن الحق أراد تكريمها على مواقفها طبقًا لرواية المسلسل بتولى منصب مدير المكتب الإقليمى لليونسكو وتحويل اسم مدرستها (نور المعارف) كى تحمل اسمها ومن هذه المقدمة أنتقل إلى مسلسل (ولد الغلابة) انتاج عام 2019 حيث يجسد أحمد السقا خلال العمل شخصية (عيسى)، وهو معلم بسيط بمدرسة فتيات بريف مصر، ويدخل فى صراعات كثيرة تحوله من شخص عادى إلى منتقم يبحث عن حقه بعدما يتعرض للظلم.

وأظهر مسلسل (ولد الغلابة) الذى يعرض الآن ضمن السباق الدرامى الرمضانى حالة من الضجيج والغضب بين وسط المعلمين، وشغل أيضًا حيزًا كبيرًا لوزارة التربية والتعليمن حيث ناقش المسلسل عددًا من القضايا التى يمر بها المُعلم، وعلى رأسها الأزمات الاقتصادية. فقد أظهر المعلم وهو يعمل سائق تاكسى وبسبب ضغوط الحياة عمل فى ترويج المخدرات، فضلًا عن تورطه فى جرائم قتل نظرًا لحالة والدته الصحية والتى تحتاج إلى مبلغ كبير، فضلًا عن الحالة الاقتصادية التى تمر بها عائلة عيسى، حيث يرى بعض المعلمين أنه من المؤسف تناول قصة معلم ثانوى يتجه إلى الاستدانة بالربا ليفى بمتطلبات بيته، ويقرر فى النهاية العمل فى تجارة المخدرات ويقول إنه مضطر لذلك.

الجدير بالذكر أنه لم تتعرض الدراما بصورة عامة لمهنة بعينها، فقد تطرقت لعرض صورة طبيب النساء من خلال مسلسل، وأظهرت أيضًا الدراما المحامى فى أسوأ صورة فى مسلسلات عدة وغيرها من المهن فى أعمال درامية مختلفة، ولكن بالرجوع إلى موضوع المقال نجد أن مسلسل ولد الغلابة يصف بعض المعلمين ولكنه اساء لمهنة المعلم، لأن المعلم يعلم القيم والأخلاق، فكيف معلم الاخلاق يصبح من تجار المخدرات، كما أن تطوير التعليم ليس (تابلت) ومنهجا جديدا مع احترامنا الكامل للهدف النبيل المخالف للواقع التعليمى حاليًا، وهذا ما تثبته التجربة على طلاب الصف الأول الثانوى على مستوى الجمهورية رغم أمنياتى الكبيرة بنجاح التجربة التكنولوجية فى الوقت الحالى بقدر ما هو تلبية احتياجات المعلم أولًا وتنمية ثقافة مجتمع تجاه المعلم واحترام وتقدير دوره فى إعداد أجيال متلاحقة قبل أى شيء ووضعه فى المكانة التى يستحقها ماديًا ومعنويًا، علمًا بأن هناك معلمين رغم قلة المرتبات إلا أنهم يراعون الضمير وأمانتهم ويزرعون القيم لأنفسهم ويحمدون الله رغم قلة الراتب  وليس كما فعل (عيسى) فى (ولد الغلابة).

وعلى الجانب الآخر لاقى المسلسل رغم عدم انتهاء حلقاته تأييد عدد كبير من المُعلمين، معللين الأمر أن شخصية (عيسى) قدمت الصورة الحقيقية لوضع المُعلم وكشف الحقيقة المسكوت عنها أمام الرأى العام، وهو ما جعل الوزارة تنتفض ويهتز عرشها وتخرج بتصريحات بأنها ستلاحق القائمين على هذا المسلسل لتشويهه صورة المعلم من وجهة نظر الوزارة، وفى نهاية مقالى أطالب القائمين على الدراما بشكل عام بوضع تصور ومقترح لمشكلات التعليم فى مصر خلال المشاهد التمثيلية لعلها تكون واقعًا فى يوم من الأيام حفاظًا على عقول الأجيال المتعاقبة.

 [email protected]