عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

كم من الشعراء كانت أبياتهم سببا فى هلاكهم، وكانوا ضحايا ألسنتهم وصدق الشاعر إذ يقول:

كم فى المقابر من قتيل لسانه   كانت تهاب لقاءه الشجعان

أبوالطيب المتنبى الذى قتلته أبيات قالها فى رجل من بنى أسد يدعى ضبة.. هجا المتنبى رجلا يدعى ضبة بقصيدة قال عنها النقاد إنها من أفحش قصائده:

ما انصف القوم ضبة وأمه الطرطبّة   فلا بمن مات فخر ولا بمن عاش رغبة.

فلما بلغت القصيدة ضبة غضب وغضب معه أخواله فترصدوا له الطريق ليقتلوه، وحين رآهم هم بالفرار فقال له غلامه: ياسيدى وأين قولك:

الخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم

فقال المتنبى: قتلتنى يا ابن اللخناء، فعاد أدراجه ليحارب فقتل وطار رأسه.

أما دعبل الخزاعى فكان كلما أتى خليفة من بنى العباس هجاه بقصيدة فحين تولى المأمون هجاه فهم بقتله ثم عفا عنه، ثم أتى المعتصم (ثامن الخلفاء) فهجاه دعبل الخزاعى بقوله:

ملوك بنى العباس فى الكتب سبعة ولم تأتنا فى ثامن منهم الكتب

كذلك أهل الكهف فى الكهف  سبعة وثامنهم عندنا كلب

وأنى لأجزى الكلب عن ذكره بكم  لأن لكم ذنب وليس للكلب ذنب

فسمع بها المعتصم فتوعده ففر إلى خراسان. وهناك تعرض للوزير مالك بن طوق فارسل له من اغتاله استنصاراً للمعتصم.

ايضا هناك الأعشى الهمدانى الذى هجا الحجاج بن يوسف بقصيدة قال فيها:

بين الاشج وبين قيس باذخ     بخ بخ لوالده والمولود

ما قصرت بك ان تنال العلا   أخلاق مكرمة وارث جدود

فقال الحجاج حين سمعها: والله لا أدعه يبخبخ بعدها، فاستدعاه وقتله.

مدح على بن جبلة العكوك الأمير ابى دلف بسبعين بيتا اصبحت من عيون الشعر العربي.. وقد جاء فى القصيدة قوله:

كل من فى الارض من عرب مستعيرا منك مكرمة يكتسبها يوم مفتخره

وحين وصلت القصيدة الى المأمون تملكته الغيرة وقال له: ماذا تركت لنا يا ابن الفاعلة ان استعرنا منه المكارم. ولكن المأمون خشى أن يقول الناس قتل الشاعر بدافع الغيرة فاستشار من حوله فاخبروه ان له مدائح تقدح فى الشرع من ضمنها:

انت الذى تنزل الايام منزلها وتنقل الدهر من حال الى حال

وما مددت باقلام لها شبهة   الا قضيت بأرزاق وآجال

ولأن هذا لا يكون إلا لله وجدها المأمون حجة لقتله.. فقطع رأسه

(طرفة بن العبد كان شاعرا من الطبقة الاولى وكان يدخل على الملوك ويسجل اروع القصائد حتى إن بعضهم يجعل معلقته، بعد معلقة امرئ القيس مباشرة وبعضهم الف فيها مصنفات بديعة، لأنها من أخطر وأبلغ وأمهر المعلقات على الإطلاق، وهو صاحب البيت المشهور:

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهندِ

وسبب قتله هجاؤه لعمرو بن هند.

[email protected]