رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى عز نهار العاصمة التركية أنقرة، ومنذ عامين، وفى مثل هذه الأيام، تقريباً، قُتل السفير الروسى أندريه كارلوف فى هجوم إرهابى بالرصاص، وبثت كل وكالات الإعلام العالمية، الاغتيال على الهواء مباشرة.. بصورة لا تعكس فقط إهمالاً أمنياً بل اختراقاً للأمن التركى، ورغم ذلك لم تحذر روسيا، وقتها، مواطنيها من السفر إلى تركيا.. ولا الموجودين فيها.. فهل كانت، لا تخاف على مواطنيها فى تركيا أم أنها كانت تخاف على مصالحها مع تركيا؟!

ومنذ أيام، كانت وزارة الخارجية الروسية، الوزارة الوحيدة فى العالم، التى سارعت بتحذير مواطنيها فى مصر، بعد الحادث الإرهابى الذى استهدف الأتوبيس السياحى قرب منطقة الأهرامات، وطالبتهم بتجنب زيارة المناطق الخطرة.. ولا شك أن لروسيا كل الحق فى الخوف على مواطنيها.. ولكن.. لكى يكون هذا الخوف حقيقياً، من المفترض أن يمتد إلى كل المواطنين الروس الموجودين فى كل دول العالم، والتى لا تكاد دولة فيه تخلو من عمليات إرهابية، وليس فى مصر فقط.. وإلا لن يكون خوفاً على المواطنين بل مجرد ضغوط سياسية على مصر، ولعبة مصالح تتلاعب فيها روسيا بمواطنيها، للأسف، قبل أن تلاعب مصر فى اقتصادها!

وما لم يعرفه الكثير فى روسيا، أن العلاقات المصرية الروسية فى العصر الحديث عمرها، أكبر من عمر الكثير من المسئولين الروس حالياً.. وأقدم حتى من التحالف المصرى السوڤييتى، الذى كان فى قمته فى الستينيات، وكان وما زال السد العالى هو رمز هذا التحالف وأفضل ما تركه وراءه.. ولا أعرف الأثر، الذى يمكن أن تتركه السياسية الروسية الحالية وراءها بالطريقة التى تنتهجها مع مصر.. بخلاف الأثر السيئ الذى لدى المصريين تجاه هذه الإدارة لاستمرارها فى تخويف مواطنيها من مصر والمصريين.. رغم أنها لم تحذرهم من السفر إلى تركيا أو فرنسا أو أمريكا وإنجلترا أو.. أو.. وقت أصعب العمليات الإرهابية التى ضربت هذه البلاد!!

ومن المهم أن يعرف الروس، أقصد الإدارة، أن المصريين ذكاؤهم فرعونى قديم و«يفهموها وهى طايره»، ويعرفون أن ورقة السياح، هى شغل ضغوط ومصالح.. ولا أعتقد أن هذه الطريقة يمكن أن تحقق مصالحكم أبداً.. طالما تتلاعبون بمصالح المصريين!

[email protected]