حلاوة زمان

إوعى تصدق حكاية حلاوة زمان دى وأن أى حاجة زمان أحلى من دلوقتى حتى حلاوة مولد النبى طبعا كانت زمان سكر وألوان صناعية وعروسة وحصان واقلب وبالتأكيد كانت أكثر ضررًا بالصحة لأنه كلها سكر وألوان وصناعة بدائية ولم يكن الناس يعرفون حلاوة دلوقتى اللوزية والبندقية والجوزية والأشكال المبتكرة من الحلاوة المصنوعة بحرفية وتقنيات حديثة وبأجود المكسرات والبذور وقليل من السكر وبدون ألوان صناعية.

ما أريد أن أقوله إن حكاية زمان أحلى وأجمل دى خرافة وكلام عواجيز أو هى مقولة فارغة توارثتها الأجيال وبالتدقيق ستكتشف أن زمان كان كله معاناة أو معظمه، يعنى فمثلا الانتقال والسفر والرحلات مشقة فظيعة والعمل اليدوى أو باستخدام آلات بدائية مرهق جدا وحتى أبسط ألوان الرفاهية التى لا تشعر بها الآن كانت أحلامًا وخيالًا وأذكر كما يذكر غيرى من أبناء جيلى أن التليفزيون كان أبيض وأسود ويعمل ساعات محددة وقناتين فقط وأيه بقى لو حابب تغير القناة لازم تقوم تغير من التليفزيون يعنى مفيش ريموت كنترول طبعا وقبل الأقمار الصناعية طبعا مفيش ماتشات أجنبية ولا دورى أبطال أوروبا وكان تصوير الماتش المصرى بكاميرتين ولما تطور الأمر أصبحت ثلاث كاميرات وهكذا ممكن تفتكر معايا كم كانت معاناة الناس بدون التكنولوجيا.

وحاليا سباق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى العالم رهيب جدا وكل دقيقة هناك الجديد لرفاهية وراحة الناس وهناك مثلا الجيل الخامس من تكنولوجيا المعلومات يتعلق بانترنت الأشياء يعنى الأشياء تتعامل مع بعضها البعض وبالفعل هناك مصانع بدون عنصر بشرى وكل الآلات والمعدات تعمل بنفسها وتكلم بعضها وأصبحت كل الأعمال الشاقة التى كانت تقصم ظهور الناس تتم بضغطة زر وأصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر إبهارا من المعجزات وهذا ما سوف يعرض بتفاصيل مدهشة فى معرض ومؤتمر كايرو أى سى تى الذى ينطلق الأحد القادم فى دورته الثانية والعشرين وهو ترمومتر يقيس بدقة ما وصلنا إليه من مستوى فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأين نحن من العالم. ويركز المعرض هذا العام على التحول إلى مجتمع رقمى والحقيقة أن مصر تأخرت كثيرا فى اللحاق بالعالم الرقمى وهو ما يحرمها من مزايا كبيرة اقتصاديا واجتماعيا وسوف يشهد المعرض حلقات نقاش ومؤتمرات مهمة جدا عن تطور تكنولوجيا المعلومات وأهمية التحول الكامل إلى مجتمع رقمى.