رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

دائماً تنسينا ضغوط الحياة اليومية وأحلامنا المؤجلة الموت مع أنه الحقيقة الوحيدة المؤكدة التى لا مجال للهروب منها، ونحزن عند رحيل شخص عزيز علينا ونبقى للحظات مشدوهين، وحزانى على رحيله، ثم ما تلبث عجلة الحياة أن تأخذنا بعيداً عن بحر الأحزان، لندخل فى دوامة لا تنتهى وهكذا دواليك.

بمناسبة الموت أعجبنى تعبير أو  كلمة قالها النجم الأمريكى العالمى سلفستر ستالونى عن الموت حين قال «لا يمكن الفكاك منه أو الهروب بأى حال.. لذا علينا الانتظار حتى يعم الظلام حياتنا ونرحل فى هدوء».

حديث الموت لا يحب أحد منا تذكره، لأنه يبث داخلنا مواجع وأحزانًا لا تنتهى أبداً حول أشخاص أعزاء رحلوا عنا فجأة بدون سابق إنذار، تاركين فراغاً لا يمكن أن يملأه أحد، أتذكر هنا رحيل والدى المفاجئ فى العام 1988 حين كنت بالجريدة وجاءنى هاتف بالمساء من قريب لى وعندما رددت على التليفون قال دون مقدمات: «الحق.. أبوك  مات» لم أجد ما أرد سوى لا حول ولا قوة بالله.. وأغلقت السماعة وأنا غير  مصدق ما جرى، وعندما سافرت إلى الصعيد كان قد تم دفنه لبعد المسافة عن القاهرة لحين وصولى إلى واجب العزاء، وقتها ذهبت من المحطة إلى القرافة مباشرة وبكيت كما لم أبك فى حياتى كلها، شعرت حينها أن ضلعاً كبيراً قد اختفى من جسدى وحل مكانه الفراغ، لا يعرف قيمة فقد أحد الوالدين إلا من جرب تلك المأساة، وتكررت مأساة فقد الشخص العزيز مع وفاة شقيقى أشرف، لقد رحل قبل الأوان، لم يتجاوز عمره الخمسين حين جاء الأجل المحتوم، لقد عاش قبل رحيله الكثير بعد عملية جراحية فى القلب ونصحه الطبيب بالامتناع عن التدخين فوراً إلا أنه ضرب بتعليمات الطبيب عرض الحائط، أعتقد أنه كان يتعجل الموت من هول ما عاشه وشاهده مع المرض اللعين، وبخلاف رحيل أبى وشقيقى،  عانيت كثيراً مع رحيل أقرباء وأصدقاء  ربطتنى بهم علاقة قوية للغاية، لن أنسى رحيل عمتى «ثريا» كانت أقرب وأحن قريبة عليّ.

لقد رحلت قبل أبى ـ شقيقها ـ بعام واحد تقريباً وكان رحيلها صدمة للجميع القريب قبل البعيد، كذلك لا أنسى رحيل خالتى «اعتدال» و«عزيزة» و«خالى فتحى»! ولا أنسى كذلك رحيل ثلة من الأصدقاء ربطتنى بهم ذكريات  وحكايات، منهم سيد عثمان وحمدى ادريس وعونى الحسينى.. وجمال يونس ود. محمد السعيد إدريس ، ولا أنسى كذلك رحيل أساتذتى فى الوفد «مصطفى شردى» و«جمال بدوى» و«سعيد عبدالخالق» وقبل هؤلاء الزعيم الوفدى الكبير فؤاد سراج الدين وشقيقه «يس سراج الدين» وبخلاف هؤلاء الكثيرون الذين لا تسعفنى الذاكرة بتذكرهم فى تلك العجالة، كل ما أذكره هنا: رحم الله الأموات.... واللهم اقبض أرواحنا وأنت راضٍ عنا واغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر.