رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

التاريخ المصرى القديم والحديث.. حافل بأعظم قصص الحب والبطولات والتضحيات.. والتى تصلح لأن تكون موضوعاً لآلاف الأفلام السينمائية والأعمال الفنية.. بدلاً من أفلام الهلس التى أغرقونا بها.. وزيفوا بها واقعنا وسودوا عيشتنا.. وكأنها محاولة اغتيال فى وضح النهار لقوتنا الناعمة.. التى كنا نتباهى بها.

وقصة غرام الخديو إسماعيل.. والإمبراطورة الفرنسية أوجينى، واحدة من أعظم قصص الحب التى دمعت عيناى وأنا أقرأها وأطالع فصولها على لسان ابنته.. فتعالوا بنا نطالعها الآن:

تحكى الأميرة فاطمة أن والدها الخديو إسماعيل.. حين كان شاباً يدرس فى باريس أحب فتاة فرنسية أرستقراطية.. وتمر السنون ويصبح هو خديو مصر.. وتصبح «أوجينى» إمبراطورة فرنسا.

كان الخديو له أمنيتان.. الأولى أن تكون بلده مصر.. واحدة من أجمل بلاد العالم.. والثانية أن تأتى أوجينى حبيبة القلب.. فى ضيافته لترى إنجازاته!

أما الأمنية الأولى فقد حققها بجدارة.. والأمنية الثانية وجد فى نفسه سبباً لتحقيقها «افتتاح قناة السويس» وتكون هى ضيف شرف الحفل.. وتبدأ الترتيبات.. يشترى الخديو جزيرة على النيل ويستدعى خبراء الجمال المعماريين من أوروبا لبناء قصر الجزيرة ويظهر القصر أجمل ما يكون وتأتى المفروشات من فرنسا وإيطاليا, وتُبنى نافورة فى وسطه من أجمل نافورات المياه فى مصر ويضع الخديو تمثالين لأسدين من الرخام الأبيض على مدخله وعكف الخديو على التفكير فى إنشاء حديقة لا مثيل لها فى العالم.. فكانت حديقة الأسماك طلب الخديو إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة تكون على شكل جبلاية واستخدم الخبراء الطين الأسوانلى والرمل الأحمر فى بنائها، أصبح المنظر العام للجبلاية فى منتهى الروعة والجمال ولذلك أطلق على هذه الحديقة اسم حديقة الجبلاية.

وبمرور الهواء داخل هذه التكوينات يصدر منها صوت كموج البحر!

قضت «أوجينى» فى مصر 21 يوماً كانت كقصص ألف ليلة وليلة.

ولكنها قصة حقيقية حدثت بالفعل بطلها خديو مصر إسماعيل باشا.

والذى أحبها وأحب أن ترى بلده مصر كباريس الشرق وأجمل.

وتضيف الأميرة فاطمة:

وتمر السنون ويترك الخديو الحكم ويقضى بقية حياته بعيداً عن بلده.. وتسقط الإمبراطورية فى فرنسا!!

إلا أن «أوجينى» تظل على ذكراها القديمة.. وتزور مصر مراراً حتى بعد وفاة الخديو!

وفى إحدى الزيارات تطلب أوجينى السفر من بورسعيد لزيارة القاهرة.. ويشاهدها المصريون.. وهى تمشى حول قصر الجزيرة وحديقة الجبلاية على الرغم من كبر سنها..

كانت تبكى وهى تسير على رجليها المتثاقلتين.. وكأنها كانت تتذكر أن كل هذا الجمال كان من أجلها.. حين أحبها خديو مصر وعشق جمالها.

وأنشد لها حافظ بك إبراهيم حين رأى شيبة شعرها:

«ولقد زانك المشيبُ بتاجٍ … لا يُدانيهِ فى الجلال مُدانٍ»

وكانت آخر زيارة لها فى مصر، وبعدها ماتت أوجينى وهى وحيدة وفقيرة فى بلاد غريبة تماماً كما مات من أحبها.. وبنى من أجلها أجمل وأغرب حديقة فى العالم آنذاك...

وتظل الحديقة واقفة تحاول جاهدة التماسك.. لتتذكر أنها كانت أجمل حديقة لعشاق مصر دون أن يعرف أحد قصتها.

القصر المذكور بالقصة قصر عمر الخيام، الذى هو حالياً فندق الماريوت بالزمالك.