عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لفت انتباهى تصريح مؤلم، ولكنه رائع للموسيقار الكبير حلمى بكر فى توصيف الحالة الغنائية، قال: «إن ما قدمته أم كلثوم وما أبدعه محمد عبدالوهاب وما شدا به حليم وما غنته وردة أراه صدقة جارية».. وبالفعل نحن نعيش فى معظم الأحوال على خيرات جزاء تلك الصدقة، فإذا أحببنا أن ندلل أطفالنا نغنى لهم مع الرائع محمد فوزى «ماما زمانها جاية»، ولما نحتفل بعيد الميلاد نغنى مع حليم «عقبالك يوم ميلادك» ولما يحل الربيع نغنى مع الأطرش «أدى الربيع عاد من تانى» أو مع السندريللا الشقية سعاد حسنى وعمنا جاهين «الدنيا ربيع» ويوم الاحتفال بالأم لا نجد أروع من «ست الحبايب» لفايزة أحمد، ولما تيجى أعيادنا نغنى «يا ليلة العيد» مع ثومة العظيمة.. هل تم إبداع ما هو أعظم وما يمكن أن نراه بديلاً يا جماهير برج الحوت؟!

والحقيقة أنا لست من أصحاب العيش فى الماضى المُعذب للذات، والتى قد تدفع بنا فى كثير من الأحيان إلى حالة من الجمود والسكون المميت، إلا أن ما يحدث على الساحة الفنية من فوضى مقيتة ومتابعات إعلامية شديدة السوء تصاحبها لتمرر لعقول وعيون وآذان الناس ألوان من الهزل الردىء على أنها فنون العصر، وبإلحاح ممجوج يحقق لها ما أرادوه بها على الأقل لدى شبابنا، حتى صار الأمر خطيراً بعد أن تعرت الأغنية ليس فقط بتعرى المطربات أو البنات المصاحبات للمطربين، بل لافتقادها لأبسط مواصفات الأغنية الصالحة للإنتاج والعرض.

ورغم محاولات محمد منير وعلى الحجار ومحمد الحلو وأنغام وآمال ماهر وغيرهم من جيل الوسط الرائع أن يقدموا شكلاً محترماً يتواصلون به مع تاريخ الأغنية المصرية الجميل، فإنّ طوفان الكلمات الرديئة والألحان الهزيلة والأصوات ذات المواهب المحدودة كان كفيلاً بحجب وتوارى كل أصحاب المبادرات الطيبة فى حالة توهان.. للأسف! 

والشىء المؤسف أيضاً تورط كبار النقاد وبعض الكتاب فى مديح أصحاب هذا الزخم الغنائى الرذيل لدرجة أن يكتب كاتب كبير عن مطرب صنعه الإعلام الكاذب بأنه المطرب الذى يبحث عن شخصية للغناء المصرى.. وكاتب آخر يصف تصالح مطربة مع منتج أغانيها بالحدث التاريخى!.. ولم لا وقد تابعت كل القنوات الفضائية وصفحات الفن بكل الصحف السيّارة تلك الأزمة بتخصيص مساحات هائلة للمتابعة والرصد والتحليل، بل المساهمة فى عقد الصلح حتى تحقق بالفعل لأحد البرامج السبق الإعلامى المبهر فى إعلان استقبال نقيب الموسيقيين للمطرب ومنتج أغانيها فى منزله بكرم شديد لعقد المصالحة بعد أن توقف زمن الإبداع كثيراً بسبب هذا النزاع التاريخى!

[email protected]