رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لم يكن مجرد هتاف، بل كان حقيقة لا شك فيها، حين كنا نقول «عاش الوفد ضمير الأمة».. فالوفد فعلاً ضمير الأمة.. وهو شاهد على تاريخها.. وهو أحد الحراس الحقيقيين لقضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.. إن لم يكن الحارس الأول.. وفى ذكرى مرور قرن على الوفد، لابد أن تعرف الدولة أن الوفد ليس حزباً للوفديين، وإنما هو «حزب للمصريين»!

ولو كانت الدولة «تعرف» هذه الحقيقة لكانت قد اهتمت بحزب القرن، ولكانت قد حولت هذه الفاعلية إلى احتفالات تليق بمصر والوفد أيضاً.. ولكانت فرصة لتتباهى بأن عندها حزباً عمره قرن من الزمان قبل أن تكون هناك دول على خريطة العالم.. ولكنها تعاملت مع الأمر على أنه حزب للوفديين، ولم تكلف خاطرها بأن تصدر بياناً رسمياً بهذه المناسبة الوطنية!

فمنذ زمن والدولة تتعامل مع الوفد على أنه حزب للوفديين، وهو قصور كبير فى الفهم.. فبعد ثورة 52 تم حل الوفد ضمن الأحزاب التى قامت عليها الثورة، باعتبارها من العصر البائد.. وعاشت مصر بلا أحزاب فى عهد ناصر حتى كان الاتحاد الاشتراكى.. أيضاً فى عهد السادات عاد الحزب بمعركة قضائية وجمده السادات.. وفى عهد مبارك «دفنوه» حياً بلا قرار!

والقصة هنا ليست مجرد حزب والسلام.. القصة أنه حزب عاش يدافع عن قضايا الاستقلال الوطنى، والحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وهو الحزب الذى ألهم ثوار وأحرار العالم الدفاع عن القضايا الوطنية.. أولاً لأنه لم ينشا بقرار فوقى مثل الاتحاد الاشتراكى، أو حزب مصر أو الحزب الوطنى، أو أحزاب شبيهة الآن.. وهذه حقيقة للتاريخ فقط!

استغربت ان الدولة لم تهتم بإحياء ذكرى مئوية الوفد.. واندهشت أنها لا تعرف كيف تلعب بالأوراق التى فى يدها.. والاحتفال بذكرى زعماء الوفد سعد زغلول والنحاس وسراج الدين ليس بمجرد كلمة وليلة ومؤتمر.. الاحتفال كان ينبغى ان يكون بحجم دولة.. يكون رئيس وزرائها فى القلب من الحدث.. وتتحول المناسبة إلى احتفالية وطنية يمتد اثرها للأجيال الجديدة!

وبالتأكيد فإن إحياء «مئوية الوفد» هو إحياء لقيم الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. إلا إذا كان هناك من لا يريد ترديد هذه المعانى الآن.. ولا أتحدث هنا كوفدى وإنما كمصرى.. يعرف قيمة تاريخه ويعرف قيمة تراثه السياسى.. فقد كان المصريون يولدون وفديين بالفطرة.. وهذا هو الحزب الذى صمد عبر قرن.. فكم عدد «الأحزاب المئوية» فى العالم؟!

ولا أتخيل أن تمر ذكرى «مئوية الوفد» كأنها لم تكن، أو تكون مجرد كلمات تنتهى بانتهاء الحفل.. ينبغى أن تكون المناسبة «بداية» لحركة وطنية وحزبية وسياسية جديدة.. فلم تعد فى مصر احزاب، إلا إذا كان العدد فى الليمون.. مرة أخرى الحياة السياسية فى مصر تبدأ بالوفد!