رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

منذ خطواتنا الأولى على جسر الحياة، واختلطت الرؤى منذ كنا بكتَّاب الشيخ شعبان.. بالقرية المجاورة لبلدتنا ذائعة الصيت منذ القدم، «الإبراهيمية شرقية» التى بناها القائد المغوار ابن محمد على باشا الكبير، القائد إبراهيم بعد معركة نفارين البحرية وأتى الجند إلى بقعة خضراء خصيبة على صدرها نشأت قريتنا الجميلة والتى كانت باسم «المورالية» طبقاً لأن محمد على كان من المورة، ثم تغير اسمها بعد أن كانت «بؤرة جاذبية العركى القريبة» فأطلقوا عليها اسم «العمارة» لأنها أول من عمرت فى تلك المنطقة.

وجاء اسمها أخيراً الإبراهيمية بعد وفاة القائد إبراهيم ولا يزال اسم القصر المسمى باسمه إلى الآن عبارة عن «الأطلال» ومسماها «عزبة النصر» تيمناً بما كان من قصر إبراهيم القائد المنتصر دائماً..

فى هذا الجو التاريخى كانت نشأتنا الأولى، ثم إذ بدأت خطواتنا على ممشات الحياة وبدأنا نأخذ طريقنا إلى «الكتاب لنحفظ القرآن الكريم» منذ أن «كنا فى المهد صبيا» وكانت وجهتنا فيما بعد إلى المدارس الأولية ثم الابتدائية وطريقنا إلى الثانوية فى مدينة الزقازيق، ووجهة كل منا إلى الجامعة، الأصدقاء اختاروا كلية الآداب أو الحقوق والتى كانت لها شهرة عظيمة وما زالت، هى كلية العظماء والذى تخرج فيها عظماء هذه الأمة، وما زال بريقها ساطعاً فى كل بلاد الدنيا، وإذ استعرضنا الأسماء نراها جميعاً قد أخذت مكان الصدارة خاصة فى «البرلمان»، كان عمى «الحاج أحمد السقا» زميل سعد باشا زغلول فى كفاحه وفى زعامة الثورة الكبرى - ثورة 1919 - وقد بحثت فى مكتبته ووجدت الخطابات الثورية والحكم والأمثال فى حب الوطن وحب «الوفد» وما قيل فى وعنه من أن شيد وخطب زمانه.

ثم جاء أبى وكان عام 1948 ونحن طلاب بمدرسة الزقازيق الثانوية وكانت المعركة الانتخابية الأخيرة قبل ثورة أو انقلاب 1952 وخاضها الوفد بعملاقية، وكانت الخناقة بينه وبين باقى الأحزاب خاصة «الحزب السعدى» المسمى باسم سعد باشا زغلول، وكانت خطواتنا الأولى فى عالم الانتخابات والسياسة، وطلب منا الآباء نأتى إلى البلدة لمناصرة مرشح حزب الوفد ضد مرشح الحزب السعدى، ومن ذكريات هذه المعركة الانتخابية الأولى التى عاصرتها، رأيت الشعب الإبراهيمى كله ينادى: الوفد.. الوفد.. حبينا إيه الوفد، نور حياتنا إيه الوفد.. وكانت الأناشيد الصادرة من القلوب حباً وحياة وما زالت الكلمات الرطيبة ترن فى أذنى:

يا وفد أنت الروح للناس تحييها

يا وفد أنت النور للناس تهديها

يا وفد أنت الدواء للناس تشفيها..

والشىء بالشىء يذكر أن مرشح الحزب السعدى كان ثرياً ثراءً لا حدود له، وكان ينفق الأموال الطائلة لشراء الأصوات، وقد وقفت بناء على طلب من أبى أن أكون خطيباً فى قلب البلد وآلاف من البشر حضوراً.. المؤتمر الأول فى حياتى السياسية «من كل فج عميق».

وأذكر أننى واجهت مرشح الحزب السعدى قائلاً:

الحب لا يشترى بالمال، وأصوات الشعوب غالية، وقلت:

بربك لو أنفقت مالك كله

لترضى الخلائق

لعدت وفى عينيك «صفر مكعب»

وفى صفحة الدنيا كنت المنافقا

وحصل مرشح الوفد على الأغلبية الكاسحة وخسر مرشح السعدى «التأمين الذى دفعه».

<>

هذا النصر الأول الذى عاصرته للوفد، مع العلم أن الوفد اكتسح الانتخابات بطريقة أدهشت العالم كله.

وفى هذا الجو المملوء بالحب وعشق الأوطان، فى ظل مدرسة الوفد الكبرى تربينا وواجهنا - فيما بعد - أعاصير الحياة..

واليوم وأنا أسجل هذه الخواطر، بدأت أحس إحساساً نفسياً بأن الوفد عاد.. نعم الوفد عاد وعاد - وهذه الآلاف التى بدأت تزحف لتسجل أسماءها فى «بيت الأمة» خير شاهد على ما أقول، وكل واحد منهم يمثل فى عظمة ورقى فكرى نعم الوفد أمل الأمة، نعم الوفد عاد إلى أمجاده.. نعم.. نعم.. و«أبى كان وفدياً».

<>

وإلى لقاء مع المعركة الانتخابية القادمة لنثبت للناس جميعاً أن الحق فوق القوة وأن الأمة فوق الحكومة، وأن تعاليم الوفد المجيدة تلقيناها من الآباء - سوف نلقنها للأبناء، وعاشت مصرنا الحبيبة حرة مستقلة وعنوانها:

«وفاء الأبناء للآباء».