عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يحدثوننا كثيراً حول ضرورة تمكين الشباب، وذلك عبر تنظيم مؤتمرات للشباب يحضرها رئيس الجمهورية لدعم ذلك الاتجاه، وتلك الجهود من أجل تكوين كوادر قادرة على المشاركة فى العمل السياسى والحزبى والاجتماعى والثقافى، ولكننى أرى أن مثل تلك المؤتمرات رغم أهميتها غير كافية لتحقيق مثل تلك الأهداف، وأرى أهمية أن نتيح لشبابنا الفرص الكاملة لممارسة الموهوبين أنشطتهم دون وصاية أبوية فوقية..

لماذا لا نرى على سبيل المثال قنواتٍ تليفزيونيةٍ وإذاعاتٍ وصحفاً ومجلات وإنتاجاً سينمائياً من خلال مشاريع متكاملة البنية يخطط لها الشباب الموهوب ويديرها ويشارك فى رأس مالها ولو بقروض داعمة؟

وعليه، تابعت بكل اهتمام جهود قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة وبإشراف الأستاذ الدكتور زين العابدين درويش لإعداد وتنفيذ دراسة بحثية رائعة بعنوان «مشروع اكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين فى مصر دراسات ميدانية استكشافية ــ وتصور مبدئى لاستراتيجية تربوية ومجتمعية دائمة»..

ولعل أكثر ما هو مهم فيما تم التوصل إليه من نتائج فى هذه الدراسة، وكما جاء فى ملخص البحث، أنها مثلت انعكاساً بليغاً للواقع المجتمعى المصرى، فيما يختص بحدود الاهتمام بالموهبة والنبوغ عموماً، وبالموهوبين والنابغين بصورة خاصة؛ وبالتالى تحقق القصد من إجرائها، وأمكن التعرف من خلالها، ولو جزئياً، على معالم الصورة الذهنية السائدة حول الموهبة والموهوبين فى مجتمعنا، واستكشاف حدود المعرفة العلمية بالموهبة، وبخصال الموهوبين والنابغين، والآراء تجاه مجموعة القضايا ذات الارتباط بعملية اكتشافهم، وصور الرعاية الواجبة لهم؛ فضلاً عن المؤشرات الكاشفة عن مدى شيوع ثقافة المعرفة بالموهبة والموهوبين فى المجتمع بصورة ما.

فمن ناحية كشفت هذه النتائج عن تواضع حدود المعرفة العلمية، لدى جمهور الدراسة، بهذا المجال، بدءاً من المفاهيم والتعريفات، إلى الخصال والخصائص المميزة لمن يمكن اعتبارهم موهوبين أو نابغين، وتقدير نسبتهم فى المجتمع، والعمر الذى يمكن فيه اكتشاف الموهبة فى أطفالنا.. إلخ.

لكن، من ناحية أخرى، عكست النتائج وعياً لا بأس به، لدى جمهور الدراسة، بما يتوجب عمله من جانب المؤسسات المجتمعية المعنية، للموهوبين والنابغين من أبنائنا؛ من خلال ما قُدم من آراء ومقترحات حول النظم والسياسات والآليات المساعدة على اكتشافهم، وطرق وأساليب الرعاية الواجبة لهم.

والقدر نفسه من الوعى، تجلى فيما أبداه جمهور الدراسة من آراء حول مدى الفاعلية، أو حدود القصور من جانب هذه المؤسسات المجتمعية؛ وهى فى مجملها آراء لا تعكس واقعاً يدعو للتفاؤل، بالنسبة لمؤسسات مهمة، كوزارة التربية والتعليم، ومؤسسات الإعلام والثقافة، والمجلس القومى للشباب، وغيرها من المؤسسات التى يدخل فى أغراض إنشائها اكتشاف ورعاية الموهوبين أصلاً؛ مع ذلك فهذه الصورة تمثل نوعاً من تأكيد الرؤية، من جانب جمهور الدراسة، بقصور هذه المؤسسات عن أداء دور فاعل فى اكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين من أبنائنا وبناتنا، مع ما يتوافر لها من إمكانات مادية وبشرية لا يستهان بها.