رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا خاب من استشار و«يا أيها الملأ أفتوني في أمري» كما قالت بلقيس في القرآن الكريم... أي أنه دون شورى واستشارة ومشورة لن يستقيم أمر أي قرار لأن العدل أساس المُلك ولأن النفس أمارة بالسوء ولأن الإنسان يميل إلى ما يوافق رأيه وهواه ويعتقد أنه يملك الحقيقة كاملة وأنه جاء إلى أي مكان ليصلحه وفق معتقداته وفكره وخبرته وهنا مكمن الخطر؛ لأن الدول التي تنهض هي تلك التي تملك أهم مقومات النجاح كلمة نظام أو «سيستم» لذا فإن تغير الأشخاص أو المسئول لا يكدر صفو العملية التي تعتمد على خط عمل وهيكل إداري وفني وتقييم وجودة ومراقبة لنصل جميعاً إلى الهدف المرجو ونحقق الرسالة وفق المعايير الحاكمة ونحن في بلادنا نرتكب عدة أخطاء أهمها أن المعايير التي نطبقها ندعي أنها وعالمية ونغفل أهمية الاختلاف الثقافي والاقتصادي والبيئي والاجتماعي لذا فإننا حين نحاول تطبيق المعايير الدولية نفشل دائماً وننجح بالصدفة البحتة لأن لكل مجتمع ظروفه والخطأ الثاني هو أن فكرة المراقبة المستمرة والجودة والمتابعة مازالت في بلادنا ورقية أي ترتيب أوراق وفي بعض الأحيان شراء ذمم ونفوس بالجزرة المادية أو المنصب أو السلطة الموعودة ومع أن مصر دولة لديها أكبر وأعمق جهاز إداري في العالم يسمى «الدولة العميقة» منذ عهد الفراعنة مروراً بالسلاطين والمماليك والاستعمار والملكية حتى عهد الناصرية والعسكرية إلى الانفتاح والفوضى المباركية والإخوانية ولذا فحين نبدأ خطوات الإصلاح الإداري يجب أن تكون سابقة لأي إصلاح معماري أو لوجيستي أو اقتصادي وبالقطع تعليمي والظاهرة المستمرة منذ مبارك حتى الآن هي «مستشار الوزير» حتى مستشار الهيئة وإذا بذلك اللقب قد صار يمنح وفق معايير معظمها لا ينتمي إلى أي جودة أو رؤية أو رغبة جادة للاستشارة والتطوير، فالعديد من الوزارات وأذكر منها على سبيل المثال وزارة التربية والتعليم لأنها الوزارة التي تحتاج إلى مستشارين متخصصين لديهم مقومات علمية وفنية وإدارية غير مسبوقة لنخرج جميعاً من تلك الكبوة التعليمية وهذا النفق المظلم الذي نسير فيه ويمنعنا العديد من المستفيدين والخائفين والفاشلين وقطعاً الفاسدين من أن نعبره إلى نور التجديد والتطوير الحقيقي الجاد الملائم والمناسب والمتوافق مع جغرافية وتاريخ وحضارة وحاضر مصر المحروسة... السادة المستشارون لوزير التربية والتعليم كُثُر وتم اختيارهم وتعيينهم وفق الأهواء والآراء الشخصية وأعتقد أنه آن الأوان لأن يعلن السيد وزير التربية والتعليم أسماء السادة المستشارين في الوزارة وعددهم ومؤهلاتهم وخبرتهم وإنجازاتهم في المجالات المختلفة حتى نطمئن وحتى نعرف أننا نسير على الطريق القويم وأن تطوير التعليم حقيقة وليس خطة واستراتيجية وسياسة للإلهاء وليس هذا واجب وزير التربية والتعليم فقط ولكن وزير التعليم العالي وجميع السادة الوزراء الأفاضل عليهم أن يعلنوا أمام الشعب نعم الشعب والرأي العام في الصحيفة الرسمية للدولة المصرية قرارات تعيين السادة المستشارين مع صور من السير الذاتية لهم وهذا الأمر أهم من الأموال والمنح والعقود التي تبرم لهم لأن المال أمره في يد الرقابة والمتابعة من الجهات المختصة لكن الأهم العدد والكفاءة والخبرات السابقة واللاحقة والإنجازات التي قام بها كل سيادة مستشار... نداء إلى السيد رئيس الجمهورية أن يطلب من رئيس حكومته هذا البيان لأن ما خفي كان أعظم وأخطر ولا يقبله الرئيس الذي هو رمز الوطنية الخالصة والشفافية الصادقة لهذا الشعب والوطن.