رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

« كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاس وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِى مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أو صَنْجًا يَرِنُّ» (الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 1:13)

إنه صوت النحاس الذى يطن فقط ولا يحدق حالة من التواصل بين الناس وتعاليم عقائدهم عندما تفشل المؤسسة الدينية فى إيجاد صيغة مفعمة بالمحبة والصدق عند مخاطبتها للناس فى دور العبادة وعبر آليات التواصل التى تتزايد مع تسيد نظم العولمة وتنامى التفجر المعلوماتى والانتشار المعرفى..

«هلك شعبى من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لى. ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضًا بنيك» (هوشع 6:4).

إنها آية من آيات العهد القديم فى الكتاب المقدس تحرض العباد على المعرفة، بل وإعلان رفض قبول من يرفض المعرفة.. والمعرفة ضرورة ورد ذكرها كثيرًا فى أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.. وفى مجتمعاتنا النامية التى يعيش فيها أغلبية من البشر محدودى المعرفة، بالإضافة لكونهم محدودى الإمكانات المادية والمهارية تصبح العلاقة بينهم وبين المؤسسات الدينية ورجالاتها ورموزها علاقة تبعية تصل للأسف إلى حد الانقياد الانسحاقى المتجرد من أى اجتهادات أو حتى مجرد التفكير وإثارة الحوار.

وقد تكون تلك المؤسسات ذاتها هى التى أسهمت فى تشكيل التركيبة الانبساطية الرحبة المستسلمة بقدرية مذهلة لوجدان المواطن ليمارس طقوس عباداته بآلية تم تنميطها.

لقد قال السيد المسيح لأصحاب تابوهات الجمود لدرجة الإساءة إلى معالم العقيدة وروحها النبيل «ويل لكم أيها الناموسيون! لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة.. ما دخلتم أنتم، والداخلون منعتموهم».. وفى قول آخر لشيوخ التقاليد «لقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم».. والتقليد هو وصايا للناس كالمثال الذى قدمه السيد المسيح عندما وضع شيوخ وفلاسفة اليهود وصية تحمل مظهر التدين الشكلى والمظهرى، بينما يتم إخفاء ضياع روح الناموس الإلهى، كأن يستطيع الابن حرمان والديه من حقوقهما، فلا يقوم بواجبه نحو إعالتهما وتقديم يد العون لهما فى الشيخوخة بحجة أن ما يدفعه لهما يقدمه قربانًا لله، فيهدم من الأساس إكرام الوالدين ويكون كمن أهانهما بما أقدم عليه من سلوكيات، وهذا أبشع من أى سباب أو قذف كريه لأنه فى النهاية يستكثر عليهما العيش بكرامة.. يتأكد ذلك فى قول السيد المسيح «وأنتم أيضًا لماذا تتعدون الله بسبب تقليدكم؟ فإن الله أوصى قائلاً: أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أبًا أو أمًا فليمت موتاً. وأما أنتم فتقولون: من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذى تنتفع به منى، فلا يكرم أباه أو أمه. لقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم»..

[email protected] com