عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يوم نقل التليفزيون الاحتفال بتسليم عدد من المواطنين مساكنهم الجديدة بحى الأسمرات، حلقت بخيالى على موجة عالية من التفاؤل وأنا أرى هؤلاء المواطنين ينتقلون إلى مساكن تليق بالحياة الكريمة للمصريين، وانطلقت بخيالى إلى مستقبل قريب تختفى فيه العشوائيات التى شوهت وجه مصر، ويحصل كل مواطن على مسكن لائق.

فى الأسبوع الماضى انهارت كل أحلامى وأنا أتابع مشاهد نقلتها شاشات التليفزيون وقد تحول حى الأسمرات هذا إلى منطقة عشوائية تنافس المناطق التى تم هدمها فى القبح والعشوائية.

تضاربت الأخبار حول ما حدث، لكنها أجمعت على أن عدداً ممن تم نقلهم إلى هذه المساكن اللائقة قاموا بتأجيرها وقام البعض بتحويل بعض الوحدات إلى مكاتب أو وحدات تجارية بعد أن تنازل عنها من حصل عليها ليقيم فيها هو وأسرته بعد أن تم تهجيرهم من العشوائيات، وأضافت الأخبار أن بعض هؤلاء أثاروا الشغب وتصدوا لمن حاول منعهم من مخالفة شروط تمليك الوحدات، وطبعاً صرخ هؤلاء وبرروا تصرفاتهم المخالفة للقانون بأن القيمة الإيجارية مرتفعة وأنهم لا يستطيعون تحملها.

مهما كانت الأسباب والمبررات فإن الأمر جد خطير، فلو تم السماح باستمرار هذه التصرفات لتحول هذا الحى إلى عشوائية جديدة، ومعنى هذا أن المليارات التى تنفقها الدولة للتخلص من العشوائيات وتوفير مساكن لائقة للمواطنين ساكنى العشوائيات ستذهب كلها أدراج الرياح لأننا فى هذه الحالة نكون قد استبدلنا العشوائيات القديمة بأخرى جديدة لا أكثر!

ومع تعاطفى الكامل مع أى مواطن لا تمكنه ظروفه من دفع القيمة الإيجارية التى ارتضاها بل وسعى بكل الوسائل لينتقل إلى هذه المساكن وقبل كل شروط التعاقد، مع تعاطفى مع هؤلاء، إلا أننى لا أقبل تحت أى ظروف أن يتم التحايل على القانون أو مخالفته لتتحول هذه المساكن التى كلفت الدولة المليارات إلى عشوائيات جديدة.

تطبيق القانون بحزم وسرعة ضرورة لإنقاذ المليارات التى تكلفتها الدولة لإنشاء هذه المساكن اللائقة وحتى تقضى على العشوائيات، وإذا كان بعض هؤلاء المواطنين لديه شكوى من ارتفاع قيمة الإيجار أو أى شكوى أخرى فعلى المسئولين البحث عن حلول معقولة تعين المواطن المتعثر على الوفاء بالتزاماته.

هذه اللحظات تمثل نقطة تحول فارقة، فإذا لم يتم الحفاظ على هذه المساكن على هيئتها الجميلة التى شاهدناها يوم تم نقل المواطنين إليها، إذا حدث أى تراخ فى هذا المجال فسوف تكون النتيجة إقامة عشوائيات جديدة الفرق بينها وبين العشوائيات القديمة أن العشوائيات الجديدة موجودة بأماكن جديدة وأن الدولة أهدرت المليارات لمجرد نقل العشوائيات من مكان إلى آخر بكل ما تمثله العشوائيات من قبح ومن أماكن حاضنة للكثير من السلوكيات المنحرفة.

يا سادة يا كرام.. الحل بسيط للغاية.. تطبيق القانون بحزم على الجميع.