رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد أن الرياح والأمطار والسيول التى تعرضت لها مصر الأسبوع الماضي كانت كاشفة وفاضحة لعوامل كثيرة لابد من رصدها والتعامل معها بنفس حنكة المقاتلين الذين يحاربون إرهاباً حير العالم بمفردهم..لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال وننكر أو نتبرأ مما جرى.. والكل يا سادة هنا مخطئ وعليه أن يتحمل مسئوليته بدءاً من الحكومة المخول لها العمل على راحة المواطن ووصولاً إلي المواطن نفسه.. وهنا لابد أن يتنحى المطبلاتية والمتشائمون وكارهو الوطن جانبا بعيدا عن المشهد .

يا سادة.. فى البداية لابد أن نعترف بأننا لا نحترم لا أفراداً ولا حكومة توقعات وتنبؤات الأرصاد الجوية.. وإلا إذا كنا نحترمها لأخذنا حذرنا  وخففنا من حجم الكارثة التي تعرض لها كثير من المصريين.

ثانياً.. إننا لابد وأن نعترف أن مصر يرتع فيها فساد المحليات بشكل فاق كل الحسابات والتوقعات.. وأصبحت الآن غولاً التهم حتى حلم التحضر فى المدن الحديثة التى طالما شجعناه وشجعنا الاستثمار فيه.. وللأسف هذا الغول ينهش في البنية التحتية لمصر دون أن يشعر به أحد.. فقط عندما تحدث الكارثة نتحدث ونشجب ونوعد ونتوعد ونعقد الجلسات وتستف الملفات وفى النهاية مراكز قوى الفساد ومراكزها فى مؤسسات الدولة تدخل تلك الملفات الإدراج لحين إشعار آخر بكارثة جديدة وكأن حال هؤلاء المفسدين يقول هل من مزيد لكوارث لهذا الوطن؟

يا سادة.. من منا  لا يعرف أن هناك خلايا إخوانية نائمة فى كل مؤسسات الدولة تنهش فى  مفاصلها كما ينخر السوس فى اللوح السليم فيوقعه هشاً تالفاً تاركاً باقى السوس ينهش باقى الألواح؟ من منا لا يعرف أن الفساد عشش ووصل إلى الحلقوم؟.. للأسف جميعاً يعلم وبصمته توغلت مراكز قوى الفساد فى الوزارات والخلايا النائمة فى ربوع  مصر.

والمواطن المصرى هنا معذور فهو يستيقظ على الكارثة وعندما يبحث عن الحل تطل تلك المراكز والخلايا بوجهها القبيح فى وجهه معلنه له إنه لا أمل فى أى إصلاح أو تنمية.. وهى نفسها تلك المراكز والخلايا التى تخدم المطبلاتية والشماشرجية وكذابي الزفة من أجل إطلاق سياسة تحويل الانتباه عندما تشعر بأن المقصلة أصبحت قريبة من الرقاب

وما حدث يا سادة مع سيول التجمع الخامس والقاهرة الجديدة يؤكد ما أقوله.. الأرصاد تؤكد أن تدهوراً كبيراص  فى الأحوال الجوية متوقعاً.. تسقط السيول وتتراكم وتقف الحركة وتنشل والجميع من المتضررين  يصرخ معلنا سخطه على الوطن وهو ما تنتظره الخلايا النائمة لتزيد الأمر اشتعالاً على الفساد والإفساد وأنه لا أمل للتنمية ولا مشروعات التطوير لهذا الوطن.. وعندما خرج  الوزير اللواء محمد عرفان رئيس الرقابة الإدارية معلنا تحويل كل المقصريين للنيابة العامة.. خرج مطبلاتية الفساد يعلنون أن ما حدث يحدث مثله فى كل دول العالم المتحضر وأن غضب الطبيعة لا يقف أمامه أحد لتزيد تلك الكلمات مزيد من السخط فى نفوس أبناء الوطن الذين تضرورا وتزداد حالة السخط داخل النفوس حتى وأن كمنت فهى تكمن لحين إشعار آخر وهو ما يريده أعداء الوطن إن تزداد حالة السخط داخل النفوس.

ولكن ولأننا نعيش مرحلة المواجهة على كافة المستويات والحرب على الفساد مثل الحرب على الإرهاب.. فكانت الحكومة من الوضوح والرقى أن تعتذر للشعب على ما حدث على لسان رئيسها المهندس شريف إسماعيل مع التوعد بمحاسبة المقصرين وعزيمة سياسية تعلن أن الحرب على مراكز قوى الفساد ومراكزها فى مؤسسات الدولة والخلايا النائمة أصبحت واجبة «وآن أوانها».

ولم يفت رئيس الدولة المصرية أن يطيب خاطر شعبه كالمعتاد فخرج فى بيان على صفحته جاء فيه:«أتفهم تماماً حالة المعاناة التي ألمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار بشكل مفاجئ وغير معتاد عليه خلال اليومين الماضيين، وأؤكد أن الدولة بكافة أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الآثار مرة أخرى».

همسة طائرة.. سيادة الرئيس الحرب على الفساد والإهمال لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب.. وأنت وحدك القادر أن تنقذ هذا الوطن من فساد وإهمال مراكز قوى هذا الفساد والخلايا النائمة به.. سيادة الرئيس الوطن والمواطن المصري يلوذ بكم ويستغيث فأغثوه فلا ملاذ للشرفاء في هذا الوطن إلا مع «يد تبنى ويد تحمل السلاح»..و«لا تنسوا أن تحاربوا مراكز قوى الفساد».