رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مع كل بارقة أمل وإعلان عن وقف إطلاق النار من مجلِس الأمن على الأراضى السوريّة تلوح فى الأفق غربان الحرب ليسقُط الأبرياء ضحايا الصراع الدولى؛ ويُراق الدم السورى، وتصبح الصورة أكثر سوداوية مع تواجد الجيش الأمريكى فى شرق (الفرات)، وتدخل الجيش التركى فى سوريا واستمرار مواجهته مع القوات الكُردية والقوات الشعبية، ويزداد التدخّل الإسرائيلى. أما اللطمة الكبرى فهو الكلام عن وثيقةٍ أمريكية للتقسيم؛ ويقال إن الوثيقة تتضمن أربع نقاط، الأولى إفشال مؤتمر (سوتشى) المُرتبط بالمُصالحة السورية، الثانية استيعاب (تركيا) ومحاولة الحدّ من تدهور العلاقات التركية - الأمريكية والعودة إلى التعاون معها فى مواجهة الدولة السورية و(إيران) وحلفائهما، ثالثًا استعادة (جنيف) وإصدار أوامر لـ«ستيفان دى ميستورا» بإطالة أمَد الحرب السورية من أجل خلق الظروف المواتية للتقسيم، والنقطة الأخيرة تتعلّق بشروط الحلّ السياسى الذى تمّ التطرُّق له فى (ڤيينا)، من مسألة الانتقال السياسى؛ وتلك الاستراتيجية الأمريكية موجودة منذ عام 1991 عندما قررت (أمريكا) فرض خطوط الطول وخطوط العرض على (العراق) 32 و36 لإنشاء كيان كُردى، وهنالِك مُخططات معروفة وتمّ الإعلان عمّا يُسمّى التحضير لـ (كردستان) الكُبرى.

وهناك ما يؤكد أن أمريكا تعمل على إيجاد منطقة متعددة العرقيات والثقافات فى شرق (سوريا)، والهدف من مشروع التقسيم هو تغطية سياسية لتواجد أمريكى عسكرى دائِم فى (سوريا) فى مواجهة (إيران) أنها مواجهة استراتيجية من الدرجة الأولى، وفى هذا السياق يمكن فهم معركة (الغوطة) وهى معركة شديدة الأهمية؛ وهو ماجعل وزير الخارجية الروسى «سيرجى لافروف» يتهم (واشنطن) بالسعى الفعلى للتقسيم؛ وبالطبع الخلاف ما بين (أمريكا) و(روسيا) يدفع ثمنه شعب (سوريا).

وعامة خارِطة الشرق الأوسط كلّها كانت أيضًا ضمن مشاريع التقسيم الأمريكية ابتداءً من المؤرِّخ «برنار لويس» والعقيد «بتروس»، فالفِكرة دائِمًا موجودة لدى الأمريكيين، والآن تبدو أنها من أجل الحِفاظ على نفوذهم فى (سوريا)، خاصة أن الحكومة السورية طالبت بتفكيك التحالف الأمريكى كلّه وتعتبره غير شرعى وعدوانى. وبالطبع حجة الولايات المتحدة، للتواجد هى التعاون مع التحالف الدولى من أجل هزيمة «داعش» مرددين أن «داعش» لا يزال يُشكل تهديدًا للشعب السورى وتهديدًا للعالم؛ إلى جانب تأكيد أمريكا دائمًا أن لديها تقارير من منظمات غير حكومية ومن الأمم المتحدة عن الانتهاكات الواضحة من نظام «الأسد» ضدّ الشعب السورى، وأن الملاك الأمريكى يرغب فى إيصال المُساعدات الإنسانية للشعب السورى.!، رغم أنه إذا كان هذا الأمر حقيقى فلماذا لا ينسّقون مع الدولة السورية، طالما الهدف هو مُحاربة «داعش»؟ فالجميع يعلم أن الجيش السورى أيضًا يُحارِب «داعش».

لقد هلل المجتمع الدولى وغنى لعملية (جنيف) كوسيلة لتحقيق حلّ سياسى وحلّ سِلمى فى (سوريا) لأنه ليس هناك حلّ عسكرى؛ وبشروا بالجهود الرامية فى الأمم المتحدة لتنفيذ كامل للقرار 2254؛ بل وأمتد الحلم إلى الإشارة للوصول لانتخابات حرّة ونزيهة وإصلاح دستورى فى (سوريا) سيؤدّى إلى حلّ يعكِس إرادة الشعب السورى، وللأسف كل هذا مجرد كلام يذهب أدراج الرياح. وخاصة أن كل المتناحرين فى سوريا يعملون لمصالحهم الشخصية، فأمريكا داعمة «قوات سوريا الديمقراطية» وهى القوات التى تحاربها تركيا والاثنان ضمن حلف شمال الأطلنطى، إنها المعضلة التى تفسر ما يحدث فى سوريا من تآمر جميع الأطراف ضدها؛ فهناك 2180 قذيفة صاروخية على (دمشق) وهناك ثمانية ملايين مدنى فى (دمشق) يتعرّضون للقصف، والتعاطى الإعلامى والسياسى الغربى كالمعتاد يكيل بمكيالين بينما الناس تحت القصف والمعركة مفتوحة، والصراع أصبح محلّى إقليمى دولى فى الآن نفسه، وأمريكا تلعب بشكلٍ مُباشَر وتُرسِل طائِرات من دون طيّار لقصف قاعِدة (حميميم).. وفى الحقيقة أن الجرائِم الأمريكية لا تُحصى ولا تُعدّ من قتل ملايين البشر، بينما يتحدثون عن الإنسانية والحفاظ على حياة السُكّان؛ وكأن هذا تمهيد لمواقف أخرى تصعيدية ضدّ الدولة السورية، لا يعلم مداها إلا الله.