رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

قرأت في الفترة الماضية.. في وسائل التواصل الاجتماعي. .عن قانون تعتزم الحكومة التقدم به الى البرلمان.. لحظر التبول في الشوارع.. واعتبارها جنحة تستوجب الغرامة والحبس معا!!

طبعاً لا أحد يجادل في أن التبول في الشوارع.. منظر قميء يخدش الحياء.. ويؤذي النفس.. ويجرح مشاعر الناس، رجالا ونساء.. وينشر الروائح الكريهة في كل مكان! في وقت كانت القاهرة في السابق.. واحدة من انظف بلاد العالم.. وكانت شوارعها تغسل بالماء والصابون يومياً!!

لكن قبل ان تبحث عن العرض.. لابد وأن تبحث عن أسباب المرض.. فالتبول في الشوارع والطرقات.. مجرد عرض لمرض نتجاهله.. وﻻ نبحث عن علاج أسبابه!!

فالذي يقدم على هذا الفعل السيئ..لا يفعله هاويا.. وإلا كان فاقداً للعقل والإدراك.. لكنه يفعله مضطراً خاصة إذا ما كان مريضاً.. بمرض مزمن كالسكر والكلى.. وحبس البول لديه له أخطر الأثر عليه.. بل قد يؤدي الى وفاته لزيادة نسبة الصوديوم في دمه.. ما قد يؤدي الى وفاته.. إذا لم يعجل بالتبول!!

وبالطبع فالإنسان هنا.. إذا لم يجد أمامه دورات مياه في الشارع- هذا هو الوضع الغالب في شوارعنا - فهو مضطر لأن ينزوي.. في ركن من اركان الشارع.. ويرتكب هذا الفعل الفاضح في الطريق العام.. رغم مخالفته للآداب والقانون أيضاً!!

إذًا قبل التفكير في تجريم هذا الفعل.. لابد من علاج اسبابه.. بتوفير دورات مياه.. في كل شوارع وميادين البلد.. وإذا لم نستطع توفير ذلك.. فلا بأس من اقامة دورات مياه متنقلة «كرفان».. ولا مانع إطلاقا من فرض رسم مالي.. وليكن جنيها واحدا على قضاء الحاجة.. بل لا مانع إطلاقا من السماح ..بدخول القطاع الخاص في هذا المجال.. لأنه سيكون مجالا مربحا للغاية!!

فللأسف الشديد.. فإن أغلب شوارعنا ومياديننا.. تخلو من وجود دورات مياه.. ولا مكان لسائح غريب يأتي لبلادنا.. ولا لمريض يريد قضاء الحاجة في شوارعنا..

وكان يمكن استغلال دورات مياه المساجد في هذا الغرض. .ونحمد الله ان المساجد كثيرة.. وموجودة في كل مكان.. لكن للأسف الشديد.. لا تفتح المساجد.. وبالتالي دورات مياهها.. إلا وقت الصلاة فقط.. وتغلق ما دون ذلك.. وبالتالي فإن دورات مياه المساجد.. لا تساهم إلا بقدر ضئيل في حل المشكلة.. كما ان اغلب المساجد.. لا مكان فيها لدورات مياه حريمي. .باستثناء المساجد الكبرى.. وكان الله في عون أي سيدة.. تضطرها الظروف لقضاء الحاجة في خارج منزلها!!

إذًا قبل ان تجرم التبول في الشوارع.. وتعتبره فعلاً خادشا للحياء.. وتفرض عليه عقوبات الحبس والغرامة.. لابد وأن توفر دورات مياه في كل مكان.. وأن يعلن عن ذلك بشكل واضح!!

لكن للأسف الشديد هذا غير موجود.. بل وحتى محطات المترو.. لم تسمح للجمهور باستخدام دورات المياه فيها إلا مؤخراً.. وبرسوم مالية!!

وكان أغلبها يعتبر دورات مياهها خاصة بالعاملين فقط دون غيرهم من الجمهور.. بل ومازالت بعض المحطات تغلق دورات المياه فيها بأقفال.. وﻻ يسمح إلا للعاملين باستخدامها!!

أما المطاعم والمحلات العامة فإن أغلبها لا يسمح إلا لزبائنهم باستخدام دورات مياههم!!

في ظل هذا الوضع المحزن.. تصبح اية محاولة لمنع التبول في الشوارع فاشلة.. حتى لو طبقت عليها عقوبة الإعدام!!

إنما الحل هو توفير دورات مياه.. في كل ميدان وشارع وحارة في مصر.. احتراماً لآدمية المواطن والسائح القادم لبلادنا.. هذا هو السبيل الوحيد.. للقضاء على هذه الظاهرة المؤسفة.. والتى تؤذي العين.. وتخدش الحياء.. بل واعتبرتها الحكومة في وقت سابق سبباً في انهيار الكباري.. وهبوط اساساتها.. بفعل التبول أسفل اعمدة الكباري!!