رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

كثيرون توقفوا بالفحص والتدقيق فى الجملة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى بعفوية منذ أيام حينما قال بوضح موجهاً كلامه للأحزاب والسياسيين: «أنا مش بتاع سياسة».

وبعيداً عن المعنى الحرفى للجملة والتفسيرات الكثيرة حولها فإن الجملة التى أطلقها الرئيس ما هى إلا نتاج لقناعات، ومشروع كامل للحكم يقوم على فكرة الإدارة وليس السياسة.

هذا الكلام ليس تحليلاً من عندى، ولكنه مبنى على آراء غربية، وشخصيات مصرية معتبرة، فهذا الكلام حول مشروع الحكم فى مصر فى عهد السيسى القائم على فكرة الإدارة قاله الدكتور حازم قنديل أستاذ السوسيولوجيا بجامعة كامبريدج، وهو عالم مصرى مرموق، وأستاذ فى علم السياسة، وأصدر عدة كتب مهمة منها «الإخوان المسلمون من الداخل» و«جنود وجواسيس ورجال دولة طريق مصر الى الثورة» وكتابه الأخير «ثالوث السلطة.. الجيش والأمن والسياسة فى تغيير النظام» وهو فى الأصل متخصص فى الدولة المصرية الحديثة منذ عام 1952 الدكتور حازم قنديل قال فى حوار مطول بالإنجليزية، إن النظام الذى يحاول بناءه الرئيس السيسى هو نظام تكنوقراطى إدارى حتى العظم يبتعد عن السياسة، ويمارس القطيعة الجذرية مع نظام مبارك الذى حاول بشكل باهت، ومصطنع فى الغالب أن يوفر مجالاً ولو ضئيلا للقوى المدنية.

فكرة تحويل مصر من سياسة المسخ الى الإدارة الحقيقية ليست وليدة جملة «أنا مش بتاع سياسة» وإنما عكستها توجهات السيسى منذ توليه الحكم، وحتى قبل أن يتولى الرئاسة.

فمثلاً شعاره الانتخابى قبل الانتخابات الماضية كان «كل ما أعدكم به هو العمل وكل ما أطلب منكم هو العمل».

العمل جوهره الإدارة الرشيدة ومنذ تولى السيسى رئاسة مصر وهو يباهى بالعمل والجهد المبذول فى المشروعات القومية الكبرى.

السيسى بلا شك يبنى مشروعه بناء على ما شاهده منذ ثورة 25 يناير من مخاطر السياسة المنفلتة على مصر، فالرجل شهد صعود التيارات المتشددة عن طريق الديمقراطية، وفى رأى كثير من الناس فإن مصر لا يزال أمامها مشوار طويل للوصول لفكرة الديمقراطية.. فالشعب المصرى طبقاً لكل الأرقام لاتزال غالبيته تعانى من الجهل والفقر والمرض وهو ثالوث لا تستقيم معه السياسة بأى شكل.

ولكن هل معنى هذا الكلام أن السياسة تموت فى عهد السيسى؟.. لا بالطبع، والدليل على ذلك ما قاله الرئيس نفسه من أن مصر من بعده سيحكمها تنظيم سياسى ولكن هذا التنظيم السياسى الذى يتحدث عنه الرئيس لا يمكن أن يظهر أو يصعد بنفس أساليب اللعبة القديمة، وطبقاً لمشروع الرئيس الإدارى فإن هذا التنظيم عليه إثبات النجاح إدارياً، وليس مجرد انه يمارس السياسة.

كلام الرئيس عن هذا التنظيم السياسى يقول انه ملتزم بمشروعه الإدارى فى فترته الثانية، ومن خلال هذا المشروع قد يولد تنظيم سياسى منضبط يتولى حكم مصر بعد أن تكون سفينتها الإدارية قد أبحرت  ولا تؤثر فيها أنواء السياسة.