رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أصبح الزواج حلمًا بعيد المنال.. بعد أن ارتفعت أسعار الشقق والموبيليا والذهب.. وكل متطلبات الزواج.. والتى شهدت ارتفاعات جنونية.. لم يسبق لها مثيل!!

فقبل أعوام قليلة مضت.. كانت كل تكاليف الزواج.. لاتزيد على عدة آلاف من الجنيهات.. قد لا تزيد على 25 ألف جنيه على أقصى تقدير!

الآن أصبح هذا المبلغ غير كافٍ لشراء غرفة نوم واحدة.. ناهيك عن أسعار باقى الغرف من سفرة.. إلى صالون وأنتريه.. وحتى المطبخ والأجهزة الكهربية.. والتى قد تتجاوز تكلفتها حاجز الـ50 ألف جنيه على أقل تقدير!!

بالأمس القريب تحدثت مع شاب مقبل على الزواج.. وطلب منى ورقة وقلمًا.. لنحسب معا تكلفة عفش العروسة.. المطلوب لأى زواج وبدأ يملى على الأسعار وأنا مذهول.. فأردت أن تشاركونى ذهولى وتعجبى!!

فقال خد عندك يا سيدى.. أوضة نوم بتلاتين ألف جنيه.. وصالون أو أنتريه الواحد بخمسة عشر ألف جنيه.. وأحيانًا يطلب الاثنان معا الصالون زائد الأنتريه!

أما غرفة السفرة فيتجاوز سعرها.. حاجز العشرين ألف جنيه.. نأتى لغرفة نوم الأطفال.. فنرصد لها عشرة آلاف جنيه.. وﻻبد من شرائها قبل الزواج.. رغم أن الأطفال قد يشرفوننا بعد الزواج بعدة أعوام.. ولكن شراء غرفتهم مسبقًا شرط أساسى من شروط الزواج.. تخيلوا المهزلة!!

والآن وبعد أن انتهينا من حساب أسعار غرف الموبيليا.. ندخل يا سيدى على أسعار الأجهزة الكهربية.. والتى تبدأ على أقل تقدير كالتالى.. سعر الثلاجة يتجاوز الخمسة عشر ألف جنيه.. أما الغسالة الفول أتوماتيك.. فيتجاوز سعرها حاجز العشرة آلاف جنيه.. ثم نأتى للبوتاجاز..  والذى لا يقل عن خمسة آلاف جنيه.. أما شاشة التليفزيون فسعرها فى المتوسط عشرة آلاف جنيه.. قد تزيد أو تنقص قليلًا حسب عدد البوصات وحجم الشاشة!

يا ترى خلصنا من كل تكاليف الزواج؟!

لا يا سيدى ما تستعجلش واستنى على رزقك!!

لسة عندنا أسعار الشبكة الذهب.. والتى تتراوح فى المتوسط - بعد الارتفاع الجنونى فى أسعار الذهب - بين ثلاثين ألف وخمسين ألف جنيه!!

ناهيك عن أسعار السجاد والمفارش والستائر.. وكذلك أدوات المطبخ.. والتى نطلق عليها ظلما اسم «الرفايع».. رغم أن سعرها يتجاوز حاجز العشرين ألف جنيه!!

وأخيرًا وليس آخرًا نأتى لتكاليف الفرح.. والذى لابد وأن يكون فرحين.. أحدهما فى الشبكة والآخر فى كتب الكتاب والزفاف.. وأسعارهما لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه فى الفرح الواحد!!

وبحسبة بسيطة.. لو قمت بجمع هذه الأرقام التى ذكرناها.. فستجد أنها تتجاوز حاجز المائتى ألف جنيه.. توزع تقريبًا بالتساوى بين العريس والعروس.. وأحيانًا يتحمل العريس العبء الأكبر منها!

إذن أصبح الحد الأدنى لتكلفة زواج شاب الآن.. لا يقل عن المائة ألف جنيه كاملة!!

والسؤال الآن كم شابًا فى مصر الآن - وهو فى بداية حياته- يمتلك مثل هذا المبلغ؟!

الإجابة بالطبع أن قلة قليلة من الشباب.. يمكنهم تدبير مثل هذا المبلغ.. لهذا ارتفع سن الزواج للشاب وللفتاة.. إلى ما بعد الثلاثين!!

وهو أمر بالغ الخطورة.. ويؤدى لتفشى الرذيلة والفساد.. فى المجتمع.. بعد ارتفاع نسبة جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسى فيه!!

لما ﻻ وقد سددنا كل أوجه الحلال فى وجهه.. بهذه المطالب فى الزواج وتكاليفه.. والتى تقصف العمر.. لا أن تدعوه لبدء حياة جديدة.. بل إنها جعلت من الزواج الشرعى.. حلمًا بعيد المنال.. كان الله فى عون شبابنا.. وكان الله فى عون أهاليهم والذين تأكلهم الحسرة على أولادهم.. وهم يرونهم يحترقون ويتعذبون.. وتضيع زهرة شبابهم أمام أعينهم.. وهم يقفون عاجزين عن مد يد المساعدة لهم!

قضية خطيرة تستحق منا.. أن نفرد لها عدة مقالات فى الأيام القليلة القادمة.. إذا كان فى العمر بقية!!