رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

يبقى إيه شعورك.. وانت ماشى فى الشارع.. قيمة وسيمة.. وانت مافيش فى جيبك.. وﻻ مليم واحد؟!

أنا شخصياً.. جربت الشعور ده.. خرجت م البيت.. وفى جيبى سبعمائة جنيه.. وقعدت اشترى طلبات البيت.. لغاية ما انتهيت م المهمة.. ونظراً لغلاء الأسعار المتوحش.. وكل حاجة بقت بأضعاف تمنها.. بصيت يا مؤمن لقيت كل اللي فى جيبى ثمن تذكرة المترو.. يعنى بيه محترم.. لابس بدلة شيك.. وجيبه خاوي!!

دفعت آخر مبلغ فى جيبي فى تذكرة المترو.. والحمد لله انه كان موجود معاي..وإلا كنت اخدت المشوار كعاااابى!!

والغريب فى الأمر.. أن منظرى ومظهرى.. كانا عاملا لجذب المتسولين فى المترو.. وحتى بعد نزولى منه وسيرى فى الشارع.. وليه لأ باشا وقيمة وسيمة.. وبدله شيك.. وأكيد.. أكيد جيبه عمران!!

والغريب أنهم جميعاً.. كانوا يصابون بخيبة أمل كبيرة.. من تجاهلى نظراتهم اللاعنة للزمن.. اللي خلي بهوات مصر بالبخل ده!!

طبعاً كان نفسى اختلي بحد فيهم.. عشان اقله والنبى - الله ﻻ يسيئك - شوف لي حاجة فى جيبك..وتبقى نكتة شحات بيشحت من شحات!!

المهم انتهى صراعى مع الشحاتين..وفجاة تذكرت شيئا أفزعنى بشدة.. ماذا لو قابلنى واحد معرفة.. او بلدياتى م الصعيد..ودول طبعاً فاكرين.. إنه تحت القبة شيخ.. وﻻبد من عزومة غداء.. او ع الأقل كام مشروب.. وكام حجر شيشة ع القهوة!!

وطبعاً.. طبعاً.. أنا اللي هدفع.. ماينفعش اخلي الضيف.. يحط ايده فى جيبه ابدا.. ياعيب الشوم.. دى تبقى فضيحة كبيرة فى ام البلد.. وناسنا يقولوا ولدنا جابلنا العار!!

طب إيه الحل يا مؤمن.. إيه الحل يا مؤمن ؟!

قلت الحل الوحيد.. إنى أسير في الشوارع الجانبية.. وأتحاشى المرور.. فى الشوارع العمومية...لتحاشى الإحراج مع احد!!

وفعلاً.. وصلت البيت وانا بتسحب زى الحرامى.. وأتحاشى النظر الى وجوه الناس.. حتى ﻻ اعرف احدا.. او يتعرف علىّ احد.. ونقع فى الاحراج.. حتى وصلت أخيراً الى بيتى سالماً مفلسا اسرعت الى نقودى.. ووضعتها فى جيبى.. واحسست بشعور غريب.. من الدفء يسرى فى جسدى.. وكأنى كنت ماشي عريان في الشارع.. فعلاً الفلوس نعمة كبيرة والله.. خصوصاً لو جات من حلال.. بعيداً عن السرقة والنهب.. اللي غرقوا بلدنا اليومين دول!!

ولأول مرة فى حياتى.. أشعر بشعور المفلس.. وأعيشه بنفسى.. يارب ارزق عبادك.. بالرزق الحلال.. وﻻ تخليهم يمروا بتجربتى مع الفلس.. التى عشت فيها ساعة من الرعب!!

والله كان الله فى عون أهالينا الغلابة..اللي بيعيشوا الشعور ده كل يوم وكل ساعة.. بعد الغلا اللي ضرب البلاد والعباد.. وحولنا كلنا لشحاتين.. بنشحت من بعض.. يعنى باختصار شحات.. بيشحت من شحات!!