ع الطاير
الحلم دايماً سابق العلم، بمعنى أن كل الاختراعات والتكنولوجيا الحديثة كانت أحلاماً وبالعمل والعلم والإرادة تحققت في الواقع، وطبعا ليس هناك داعٍ أن أذكركم أن حلم الطيران راود البشر منذ زمن بعيد جداً، حتى قبل عباس بن فرناس، فقد ذكرت الأساطير الإغريقية أن ايكاروس راوده حلم الطيران وأتى بالريش ولصقه بجسده ثم طار بعيداً حتى اقترب من الشمس ولكن حرارتها أذابت اللاصق فسقطت الأجنحة وسقط ايكاروس، ولكن حلم الطيران لم يسقط ابداً، واستطاع الإنسان اختراع ما هو أبعد من حلم الطيران، وغزا الكواكب، كذلك كان حلم التواصل وأن ترى ما يحدث في أبعد مكان في العالم في نفس اللحظة وأنت لم تبرح مكانك وقد كان الحلم أن يمتلك الإنسان خاتم سليمان أو يطلع له عفريت من فانوس يحقق الأحلام فإذا بالتكنولوجيا تحقق ما لم تستطعه العفاريت، وبالطبع إذا خرج إنسان من أوائل القرن الماضي ورأي بعينه ما وصلت إليه التكنولوجيا فقد يصاب بالجنون أو يتهمنا بالهلوسة من الشمخ الجواني.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل سنبقى نحن العرب والمصريين مستهلكين ومنبهرين بتكنولوجيا الغرب والشرق دون حتى أن نحلم بالمشاركة في إنتاجها وهل سنظل نحلم دون قدرة على تحقيق الأحلام لأننا لا نملك الإرادة ولا الجدية ولا العزيمة والإصرار والعلم والعمل ونبقى أسرى اضغاث الأحلام والهلاوس وهنا أشير إلى مقولة جميلة للمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في حوار سريع معه قال لي إن الأحلام والأهداف ما لم تتحقق تصبح هلاوس ونحن هنا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدينا من الإرادة والإدارة والدعم من السيد الرئيس ما يجعلنا قادرين علي تحقيق الأحلام وأصبحنا بالفعل جزءا من التكنولوجيا العالمية منتجين ومستهلكين ومشاركين، وقد انتشرت المناطق التكنولوجية في مصر ولدينا من الشباب الواعد القادر على تحقيق أهداف وطموحات كبيرة من انتاج تكنولوجيا للاستهلاك المحلي وللتصدير أيضا وأصبحت لدينا تكنولوجيا «الفور جي» وسنكون من أوائل الدول التي تدخل تكنولوجيا الجيل الخامس.
فنحن نؤمن بقدرات شبابنا وإمكانيات ومكانة بلدنا، وهناك اهتمام غير مسبوق من رئيس الجمهورية بدور التكنولوجيا في بناء مصر الحديثة، ويتابع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه تحقيق الوعود والأهداف على أرض الواقع وننطلق من خلال استراتيجية واضحة وأهداف محددة بتوقيتات محددة.