رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قادت الأقدار الأستاذ إبراهيم نافع إلي حيث الكمين الذي ينصبه «السعدني» لهؤلاء المحظوظين الذين سيتحولون إلي سميعة لروايات وحكايات «السعدني» وفي شقة استيوارت تاور دخل الأستاذ إبراهيم نافع ووجد «السعدني» مرحباً به وهو يرتدي جلبابه الأبيض والبلغة الجيزاوي والطاقية الصوف وسلمت علي أستاذنا الكبير ثم جاء الدور علي النوافع لكي لا يتبادلوا السلام ولكن الحاج إبراهيم نافع الفلاح فتح ذراعيه واحتضن إبراهيم نافع الصحفي إلى الأعلى واندهش الاستاذ ابراهيم نافع لهذه المراحب الحارة من رجل يرتدي الجلابية البلدي وتحتها الصديري وكان لقاء النوافع عجيباً، فقال الحاج إبراهيم نافع: أنا بسببك يا أستاذ حصلت حاجات عجيبة أوي.. فضحك ضحكته الصافية الهادية الأستاذ «إبراهيم» وقال.. مش لوحدك والله.. أنا كمان حصلت ليّ حاجات زي كده.. فقال الأستاذ «إبراهيم».. أنا لما أحب أقدم نفسي لناس جداد.. أقولهم: أنا إبراهيم نافع صاحب «الأهرام».. ويضحك الحاج إبراهيم نافع ويرد قائلاً: وأنا كمان.. لما بأقدم نفسي للناس بأقول: إبراهيم نافع.. صاحب «السعدني» وهنا وبحاسة الشم التي لا تخطئ أدرك «السعدني» أن النوافع سوف يتكلمون كثيراً ويأخذون وقتاً طويلاً ويستهلكون من وقته فقرر أن يقول: أنا هنا.. وأصدر «السعدني» أوامره بتحضير «عدة» الطواجن وهنا كان المقصود أن ينشغل العم «إبراهيم» بتحضير اللحم الضاني الوارد من جزارة فيصل في الجيزة وبينما قمت أنا بجمع كل ما في الثلاجة من خضار.. ولطواجن «السعدني» أصول.. فهو الوحيد المسموح له بوضع المقادير، فالطاجن أغلبه من اللحم ويزين الطاجن بعض البتنجان والكوسة والبطاطس والكثير من البصل، وكل هذا جميل ولا غبار عليه ولكن الكارثة الكبري التي هي من هنا لحد شبرا علي رأي «السعدني» هو ما تتم إضافته في السر إلي كل هذا الخليط.. فالحاج إبراهيم نافع يعشق الفلفل الأسود و«السعدني» يشجع الشطة السوداني في الخباثة يقوم الحاج «إبراهيم» بالدخول إلي حيث الطاجن ويقوم برمي علبة فلفل كاملة من وراء ظهر «السعدني» ونفس الشيء يفعله «السعدني» يقوم برش علبة شطة من النوع المزروع في جهنم وسط الطاجن ولهذا أشفقت علي الكاتب الكبير إبراهيم نافع من هذا المغرز أو المقلب الخطير.. وفتح الكاتب الجميل الهادئ النبرات إبراهيم نافع الحوار وقال: يا عم «محمود» شوفت الانجليز وطريقة استغلالهم لحدث رياضي كبير وهو نهائي بطولة «ويمبلدون» وطريقة الدعاية المختلفة من أي مكان في الدنيا.. وقد كان «السعدني» مغرماً بكرة التنس وعاشقاً لأبطالها ومتابعاً لمبارياتها خصوصاً عندما يتصدر للتعليق الأستاذ عادل شريف، ويقول العم إبراهيم نافع، رئيس تحرير «الأهرام» إن البطولة هذا العام انحصرت بين اثنين هما إيفان ليندل المسمي «إيفان الرهيب» وهو تشيكي الأصل وبات كاش وهو استرالي المنشأ.. ويضيف الكاتب الكبير.. شوف إعلانات الشوارع أبدعت في الفكرة لدرجة مذهلة فكتبوا.. «كاش» ضد «شيك».. بالإنجليزية.. وهي ما يعني الفلوس السائلة ضد.. الشيكات.. وهنا ضحك الحاج إبراهيم نافع الفلاح وهو يقول.. والله يا أستاذ «إبراهيم» حضرتك داخل معايا في مباراة مش بتخليص مباراة الواقع وعامل ليّ مشاكل كثيرة.. وظن الكاتب الكبير إن الحاج «إبراهيم» بتكلم جد.. فاعتدل في جلسته وقال والدهشة تكسو وجهه: إزاي يا حاج «إبراهيم» خير طمني.. إيه المشاكل اللي أنا عاملتها لك؟!

ويروى الحاج «إبراهيم» للكاتب الكبير كيف انه وهو يرتدي ملابسه الفلاحي ناس تقابله في الشارع وتسلم عليه وتحلف ميت يمين لازم يتغدي معاها ثم يعتذر الحاج «إبراهيم» لهم بطلوع الروح ثم يطلبوا منه أن يقرأ الفاتحة أمانة من أجل أن يوافق علي توظيف أولادهم في «الأهرام»! ويضحك الإبراهيمان ومعهم «السعدني» الكبير وأنا ثم يواصل الحاج «إبراهيم».. وأحلف لهم بأيمانات المسلمين أني إبراهيم نافع الفلاح مش الصحفي يضحكوا ويقولوا مصدقين.. بس عارفين كمان انك قريبه وصاحبه وحبيبه مش اسمكم واحد «إبراهيم».. و«نافع» كمان.. ويضحك الأستاذ إبراهيم نافع من الأعماق أو الأمعاء كما يقول «السعدني» وبمناسبة الأمعاء.. تصاعدت روائح بهية تسر الشمامين خارجة من فرن «السعدني» تنبئ بوجود طاجن لا مثيل له في الكون.. ويبارك الأستاذ إبراهيم نافع لـ«السعدني» صنع يديه ويشكرنا لحسن مساعدتنا الحاج «إبراهيم» وأنا لـ«السعدني» الكبير.

ويأخذ «السعدني» بناصية الكلام.. ويقول: كنت مسافراً في مرة مع أحمد الجار الله في طيارته الخاصة جينا من الكويت علي مصر واتصلت بالحاج «إبراهيم» وكان معاه الفيزا ونزلنا في قاعة كبار الزوار ننتظر الطيارة تنضف وتتملي بنزين والطاقم والطيار يستريحوا واحنا في القاعة.. «الجار الله» وأنا طلبت من مسئول فى المطار أن يرسل أحدهم لمساعدة الحاج «إبراهيم» في الوصول إلينا في القاعة، لأنه فلاح وأكيد هيتوه في المطار، وبالفعل أرسل الرجل مشكوراً واحد من مساعديه وكان برتبة كبيرة وعاد الرجل بعد قليل ومعه الحاج «إبراهيم» يرتدي الصديري والجلابية والعباية البلدي ووقف الرجل وضرب تعظيم سلام وهز الأرض برجله.. وقال الحاااااج إبراهيم نافع رئيس تحرير «الأهراام» يا أفندم، وهنا وقع الإبراهيمان وشخصي الضعيف في الأرض من شدة الضحك ويقول الأستاذ إبراهيم نافع: طالما المسألة فيها الذكريات الرائعة دي خلوني أحكي لكم عن واقعة غريبة جداً حصلت.. ذات يوم استدعاني الرئيس «مبارك».. وسلمني تقريراً خطيراً.. وقال إيه الكلام ده يا «إبراهيم» فقرأت التقرير ووجدت اتهامات بأنني أتعاطى الحشيش في مزرعتي بالمنصورية مع «السعدني».. وضحكت.. وسألني الرئيس: إيه اللي بيضحكك يا «إبراهيم».. فقلت يا ريس أنا لا أشرب أي نوع من أنواع المكيفات ولله الحمد ولا «السعدني» أيضاً.. ثم إنني لا أملك أي شبر من الأرض في المنصورية وكان أحد وزراء الداخلية قد حدث له غيظ من «السعدني» ومن إبراهيم نافع فقدم التقرير إلي الرئيس «مبارك».. وهنا أعلن «السعدني» أن الطاجن أصبح تمام التمام.. وانه لا كلام علي الطعام.. ويدق الباب الأستاذ فاروق بندق ويأمره «السعدني» بجلب طبق من المطبخ وأخذ نصيبه من الطواجن وسلم «فاروق» «السعدني» رزمة من الجرائد اليومية.. وبعد الأكل منح «السعدني» الأستاذ «إبراهيم» عدد من «الشرق الأوسط» و«الأهرام الدولية» وأمسك الأستاذ «إبراهيم» بالعدد وقال: هو مش النهاردة الاثنين فرد الجميع بنعم.. وقال مندهشاً يبقي الجورنال ده بتاع الأسبوع اللي فات مكتوب الثلاثاء.. فقال الولد الشقي له: الجورنال بتاع بكره يا عم «إبراهيم» واندهش الأستاذ «إبراهيم» جداً نظراً لأنه وجد «السعدني» بالفعل يعيش وكأنه في بيته علي شاطئ النيل بالجيزة اللحم وارد الجيزة والخضار والفواكه أيضاً وكذلك الطاجن ولكن كيف تمكن من الاتيان بـ«الأهرام» الخاص باليوم التالي وهو في لندن وكأنه يعيش في الجيزة أيضاً.

وقال: ده أنا رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عمري ما قرأت الجرايد بتاعة بكره قبلها بيوم، فقال «السعدني» الكبير أنت عند «السعدني» تلاقي كل حاجة تلزم الراجل يا عم «إبراهيم» انت مش في لندن أنت في حتة من الجيزة.

رحم الله الجميع.. «السعدني» الكبير والحاج إبراهيم نافع.. وأخيراً كاتبنا الكبير الذي قضي سنوات طويلة في المنفي وكنت ومعي الكثيرون نتمني من أعماق القلب أن تتكحل عينا الكاتب الكبير برؤية معشوقته مصر قبل أن يغادر دنيا الأحياء.

وداعاً الكاتب الجميل الهادئ الودود المتسامح.. النافع لكل من حوله.. «إبراهيم»!