رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أن نلوم «ترامب» والصهاينة بسبب الإصرار «الترامبى» على أن القدس عاصمة إسرائيل، مع الأخذ فى الاعتبار أنه قرار رمزى علينا أن نلوم أنفسنا، فالقرار نتيجة طبيعية لما وصل إليه العرب المتناحرين من المحيط إلى الخليج! . فالواقع يقول إنه لن يحدث شيء فلا تغيير ديموجرافى ولا حتى سياسى من الممكن حدوثه لأسباب عدة على رأسها خشية ردود فعل الشعوب كما قلنا سابقا، لكن الأزمة تكمن فى التوقيت الذى قيل فيه هذا القرار والذى هو بمثابة الزوبعة فى الفنجان. فالواقع يقول إن فلسطين محتلة وشعبها فى مُعسكر اعتقال منذ أمد بعيد وما يحدث بين الحين والآخر من مناوشات بين الطرفين لا تغنى ولا تسمن من جوع، وبالطبع المباحثات بين الجهتين لا تخرج عن كونها ذر الرماد فى العيون. وفى الحقيقة أن «ترامب» دون أن يدرى أعطانا فُرصة تاريخية لتوحيد الصف العربى، ولكن هذا بالطبع لن يحدث!.. والجميع يعلم أن القرار السياسى على مُستوى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل)، لا قيمة له قانونيا. والواقع يقول إن أمريكا التى تتجه للشرق الأقصى بكل قوتها تريد الاطمئنان على نفوذها فى الشرق الأوسط من خلال نقاط ارتكاز أساسية الخليج العربى وإسرائيل. وعلى الجانب الآخر هناك الروس يعملون فى المنطقة على أساس تثبيت القانون الدولى والعمل وفق قرارات مجلِس الأمن الدولى. وعلينا الانتباه أيضًا إلى أن توقيت إعلان الرئيس «ترامب» جاء مع انتصار الدولة المدنية فى (سوريا) و(لبنان) و(العراق) على «داعش» و«النصرة» والعصابات الإرهابية التى يموّلها طبعًا المحور الأمريكى الإمبريالى، وفى الحقيقة أن ما حصل خلال سبع سنوات من تدمير لدول عربية مركزية وتدمير (العراق) كان تمهيدًا لإلغاء الصوت العربى أو أيّة ردّة فعل.. وفى الواقع أنا أرى أن هذا القرار جاء أيضًا كوسيلة من «دونالد ترامب» لحل مشاكله الداخلية القضائية ولإرضاء الـ A Pack وجماعات الضغط الأميركية فكلّما انتُخب رئيس للولايات المتحدة يسمّونه Figure Head، ويُجهّزون له ملفّاته حتى لا يخرُج عن الخطّ المرسوم له من قبل شركات السلاح وشركات النفط واللوبيات، مع الأخذ فى الاعتبار الدور الذى يلعبه المُحافظون الجُدد وهم أخطر من اللوبى، وما يحدث فى عالم السياسة بأمريكا يؤكد عودة المحافظين الجدد الذين يروجون لأفكارهم حول المفاهيم التى يجب أن توجه سياسة بلادهم، ويوم إعلان قرار ترامب فى شأن القدس كان بالنسبة لهم يوم انتصار لأفكارهم ويسير فى اتجاه ما تتضمنه افكارهم ونواياهم تجاه منطقة الشرق الأوسط. وعلينا أيضًا إلا نغفل العامل الاقتصادى، وينبغى قراءة الأمور انطلاقًا من الوقائِع الاقتصادية والمصالِح الاقتصادية لكى نُقيِّم فعليا ما جرى وما قام به «ترامب» بشأن القدس وإن كان من حيث الشكل هجومًا ولكنه من حيث الأمر الواقع هو تعبير عن شدّة التراجع الذى يعيشه هذا المُعسكر بأكمله اقتصاديا. والعالم العربى نفسه فى حالة ضعف اقتصادى لأنه منهك فى حروب داخلية أو بالوكالة أو أزمات طاحنة بسبب ما سمى بالربيع العربى، بل أن الخليج يعانى من أزمات وعجز اقتصادى، ومثال على ذلك الأزمات السعودية، هناك عجزًا فى الميزان التجارى قيمته 202 مليار دولار، بنسبة 22 % من الموازنة فى عام 2017 فقط.. على الجانب الآخر نجد أن ترامب يحاول التقليص من أن هناك محوراً يخرُج من الحرب السورية رابحًا وهو (إيران)، الدولة السورية، «حزب الله» برعاية (روسيا) بشكلٍ عام وبالطبع (إسرائيل) قلقة جدًا من موضوع الوجود الإيرانى المُباشر عند حدودها ووجود «حزب الله» والتدريب العالى للجيش السورى والحزب على مدى سبع سنوات. لذلك ثمة من يقول، ربما «ترامب» لكى يترُك الروس يلعبون الورقة الأخيرة فى (سوريا)، ربما يُريد أن يهدى (إسرائيل) هدايا قيّمة طالما هو عاجِز عن إبعاد القوات عن حدودها فى الوقت الراهن.. وفى النهاية أزمة القدس ظاهرها يختلف تماما عن باطنها، والأيام كفيلة بإخراج ما فى كواليس القرار الترامبى!