رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لم تكن هناك شمعة أو سراج والمكان مظلم، ولم تكن هناك مدفأة، والليلة باردة كما تُردد أناشيد ميلاد السيد المسيح القديمة التاريخية واصفة ذلك الكهف الفقير المتواضع الذى شهد ميلاد المسيح الفادى وقد خلا من أى مظاهر الراحة والأبهة التى حفل بها قصر «هيرودس»، بل حتى من أبسط أسباب العيش المريح التى كنت تجدها فى دوار ريفى متواضع، وكانت المغارة باردة، مظلمة، مقبضة، ولكن من سواد قتامتها أبرق نور أضرم النيران وأضاء شموع السلام والخير فى العالمين، ذلك لأن «نفس الإنسان سراج الرب»، وقد ألفت نفس الإنسان عند مذود بيت لحم غبطة وإيماناً.

وعالمنا اليوم تخيم عليه ظلمات سوداء وظلال عابسة، ولم يسبق أن شهدت الإنسانية منذ عهد جانكيز خان وجحافله المخربة، مثل هذا الجوع المادى والعاطفى والظمأ لمشاعر المحبة، ونزع جماعات من أوطانها بغير سبب، والاضطرابات السياسية، بعد أن شن الخوف واليأس حربًا شعواء على قلوب كثيرة فى شتى البلدان، فلنذهب إلى بيت لحم لنضىء مرة أخرى سراج الروح من ضياء المسيح.

لنضىء سراج الرجاء فى بيت لحم، لا لأن الإنسان قد أضاع رجاءه كلياً، ففى أظلم الأيام وأحلكها عمر قلبه بالرجاء فى حلول يوم تكون فيه الحياة أرقى وأصفى فيه ترى العين حكومات أفضل، وقوانين أعدل، وتحررًا من العنف والمظالم، وتقلص ظل قسوة الإنسان على أخيه الإنسان هذه كانت فى أجيال كثيرة الرغبات والأمانى التى اختلجت فى نفوس الواقفين تحت الظلال العابسة، ولكن هل هذه الآمال والأمانى صحيحة؟.. جميل أن نتمنى يوم تحقيقها.

كانت تلك الدعوة الأخيرة من رسالة لرئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور «جون بادو» عام 1948بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وهى رسالة تفيض بمعانى الإيمان ومشاعر المحبة.. وما لم تتأصل المحبة فى نفس الإنسان لا يمكنه أن يفهم محبة الله، والنفس المعتدة بذاتها تتناول جميع الأفضال كأنها قضايا مسلم بها، فإذا ما حلت النكبات تمسى متشائمة مكدودة، ثم تروح تلعن العالم والدنيا.

وتنبثق المحبة من نبع داخلى، أما إذا لم تتفجر من مصدر داخلى فلا يمكنها أن تقدر قيمة محبة الآخرين، هى أشبه بالرجل الغنى الذى لا يقدر أن يفهم ما يعانيه الفقير المكدود من شقاء وعناء. كل سنة ومصر وأهلها بخير وأمان وسلام.