رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

تكمن أهمية هذه الصناعة فى أنها تخاطب العقول والعواطف، وتصوغ وتشكل الآراء على نحو يصعب على غيرها مجاراتها فيه. إنها صناعة الدراما التليفزيونية التى تحل ضيفة على كل البيوت المصرية، فتلقى الترحيب وحسن الاستقبال فى كل الأوقات، وإن كانت زياراتها ارتبطت فى السنوات الأخيرة بشهر رمضان، حتى ظنها البعض جزءًا مكملًا للعبادات فى الشهر الفضيل.

وككل الصناعات الكبرى تشتمل صناعة الدراما على العديد من العناصر التى تبدأ بفن الكتابة، أو كما يقول أهل المهنة أنها تبدأ بالورق الذى يمثل المكون الأساسى للعمل. وتتوالى باقى المكونات من عملية إنتاجية يدخل فيها توفر الاستوديوهات بما تحتويه من أجهزة تسجيل وكاميرات تصوير ومهندسى تشغيل ومصورين وفنيين للإضاءة والصوت والمونتاج ومساعديهم ونجوم العمل من كبار الفنانين وحشد من الممثلين الذين يقومون بالأدوار المتوسطة والثانوية وكم كبير من الكومبارس الناطقين والصامتين، فضلًا عن مسئولى الإنتاج من مديرين إلى مساعدين ومنفذين ومهندسى الديكور ومساعديهم من فنيين وعمال وعدد لا بأس به من مقدمى الخدمات الفنية، عدا السيارات ووسائل النقل المختلفة التى يتطلبها العمل وأماكن التصوير الخارجية وما تتطلبه من ترتيبات مسبقة وعمليات تأمين. ويقوم مخرج العمل بإدارة هذه العملية المعقدة بمعاونة مجموعة من المساعدين الذين يتولى كل منهم مسئولية عمل محدد. ويستغرق إنتاج المسلسل الواحد ما بين ستة أشهر وعام كامل، وإن كان بعض المسلسلات استغرق إنتاجه عامين كاملين ويعتمد ذلك على كثرة التفصيلات التى يتضمنها النص وعلى درجة الإجادة التى يتوخاها المخرج.

وربما كان سبب الإسهاب فى ذكر العناصر المختلفة المشاركة فى قيام صناعة الدراما، بيان مدى تشعبها واعتماد أعداد غفيرة من العاملين فى معيشتهم على هذه الصناعة واستمرارها وازدهارها. وقد تعرضت الدراما المصرية فى الآونة الأخيرة إلى كثير من الانتقادات التى حملتها الكثير من العيوب التى ظهرت فى المجتمع وأدت إلى مشاكل خطيرة مثل ظاهرة العنف وتدنى لغة الحوار والبلطجة وغيرها من الظواهر الغريبة التى طفت مؤخرًا على سطح الحياة فى مصر. وقد حدا ذلك بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى تشكيل لجنة برئاسة المخرج الكبير محمد فاضل لبحث مشاكل الدراما وإيجاد حلول لها. وقد تباينت ردود أفعال المهتمين بصناعة الدراما إزاء هذا القرار ما بين قلة مرحبة وأكثرية متشككة. وقد تركزت معظم الآراء السلبية المناهضة للجنة فى الخوف من أن تقوم اللجنة بدور رقابى يمثل قيدًا على حرية التفكير. وعلى الرغم من أنه لم يعلن حتى وقت كتابة هذا العمود أسماء أعضاء اللجنة وانتماءاتهم ولا نطاق صلاحيتها، إلا أننا نتفاءل خيرًا بحسن اختيار رئاستها. كلنا ثقة فى معرفة محمد فاضل بكل أبعاد المشاكل المحيطة بصناعة الدراما، وهو على دراية بها لأنه عايشها فى كل مراحلها، وكان طوال مسيرته أحد المدافعين بكل قوة عن حرية الرأى والتعبير. وقد أثمرت جهوده مع غيره من الزملاء إلى أضعاف دور الرقابة إلى حد إلغاء منصب الرقيب رسمياً. ولذا من المستبعد قيام لجنة يرأسها بفرض رقابة على الأعمال الدرامية. وفِى المجتمعات العصرية تحولت الرقابة من رقابة سلطوية إلى رقابة مجتمعية، فالمجتمع المدنى وحده هو القادر على فرض القيم والسلوكيات التى ينبغى أن تسود على موجات الأثير وشاشات التليفزيون. والأمل معقود فى أن تتولى لجنة الدراما بحث مشاكل الدراما المصرية من حيث هى صناعة هامة تواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وليس أقلها خطر الدراما التركية، والحديث موصول فى مرة قادمة.