رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن التغيير أمر ضرورى على اعتبار أنه سُنة من سنن الحياة، وقد أكدت الأديان على أنه لا شىء ثابت غير متغير غير الخالق العزيز القدير المُغير، وأن التغيير يصنعه البشر.. ففى آيات القرآن الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. ومن آيات الكتاب المقدس «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هى من فوق، نازلة من عند الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران».. وحتى فى تراثنا الشعبى عندما يُصاب الناس بحالة من اليأس والقنوط يتناصحوا بأهمية «تغيير العتبة» أى ضرورة اختيار نقطة بداية جديدة.. وقد يعيش الناس مراحل تغيير لا يستشعرونها لأنها تحدث فى سياق التطور الطبيعى للأمم عبر مراحل تاريخها الطويل، إلا أنه فى النهاية لا يسعنا فى مصر سوى الدعاء بالتوفيق لصناع التغيير.

رغم الوجود المكثف للدولة فى كافة مناحى وسبل الحياة التى يعيشها المواطن المصرى بشكل عام والموظف الحكومى بشكل خاص مما أفرز عن وجود 12 جهة رقابية وظيفتها الأهم هى حماية المال العام والإجهاز على ظاهرة الرشوة والتربح من نفوذ الوظيفة، فإن صفحات الحوادث ما عادت تكفى لتغطية كل قضايا الفساد التى تتزايد مما يشير بجلاء ووضوح أنه لا جدوى من هذا الوجود الهائل لترسانة التشريعات والأجهزة الرقابية الممثلة للدولة، إنما المسألة تكمن فى ضرورة إصلاح الخلل الإدارى الذى يسمح بأخطاء تشكل مناخًا خصبًا للفساد بداية من الاختيار الردىء للقيادات مرورًا بغياب نظم الثواب والعقاب الفورية الفاعلة وعدم إتاحة الفرص للإبداع والتطوير والسماع بحميمية لأنين الموظفين عند معاناتهم لأن لديهم فى الغالب تصورات لتطوير مواقع عملهم ولا يجدون من يُصغى إليهم.

من الخطأ تصور أن مصر يمكن أن تكون دولة دينية بدعوى الحفاظ على تعاليم الأديان دون تغيير.. نحن شعب من المسلمين والمسيحيين أراهم الأكثر ارتباطًا بالعقائد والتعاليم الدينية بشكل عاطفى من الذين اعتنقوا ذات الأديان بمذاهبها فى كل أنحاء العالم.. وظل الناس فى بلادى بفطرتهم يفصلون فى الأمر بين الدين والدولة.. وحتى عندما صوتوا للإخوانى إياه فى غفلة من الزمان كانوا قد تصوروا ببساطتهم أنهم يصوتون للدين وأنهم بذلك يستجيبون لدعاوى التغيير للأفضل للأسف!

[email protected] com