رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

جلست مع نفسى أفتش، لعلى أجد شيئاً أهم من فاجعة مسجد الروضة بشمال سيناء أكتب عنه، إلا أن بشاعة وفظاعة هذا الجرم، جعلنى أنقاد للكتابة عنه، على أمل أن يقرأ أحد السفهاء المتطرفين فى فكرهم الدينى، هذا المقال ليفيق قبل فوات الأوان.

فى الحقيقة، إننى لم أجد عنواناً لهذا المقال أفضل من «أم الكوارث»؛ لأن كوارث الإرهابيين كثيرة ومتعددة، إنما هذه الفاجعة لم ولن يحدث مثيل لها أبداً، كما أن آثارها لن تقف عند مجرد قتل الأبرياء العزل والأطفال الصغار، إنما الأهم من ذلك – وهو ما دفعنى لاختيار هذا العنوان للمقال – هو أن هذه الفاجعة أظهرت للعالم كله أن الإسلام دين دماء، كما أعطت الفرصة لبعض السفهاء- ممن يدعوا كذباً وزوراً، بأن الإسلام انتشر بحد السيف– لكى يطعنوا فى ديننا الإسلامى الحنيف.

أن يقتل المسلم غير المسلم على قول إنه كفر، أمر قد يمكن تصوره، إنما أن يقتل المسلم أخاه المسلم فهذا أمر لا يصدقه عقل، والأبشع من هذا أن يقتل المسلم أخاه المسلم وهو واقف يتعبد بين يدى الله وبهذه الصورة البشعة، حيث تم حصد الساجدين وهم يتعبدون بين يدى الرحمن. هذا الأمر لا يتصور أن يفعله شخص يؤمن بالله!! ألم يسمع هؤلاء الموتورون وصايا رسولنا الكريم للجيوش وهم فى ساحة الحرب حينما قال عليه الصلاة والسلام (لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة......).

إن هذا الفعل الوحشى، إن دل على شىء فإنه يدل على مدى ولع وشهوة هؤلاء المجرمين لقتل الأبرياء وسفك الدماء، فلا يوجد أى دين سماوى يسمح بقتل أى إنسان وهو يتعبد بين يدى الله تعالى وبهذه الطريقة البشعة. وبالتالى، فإن من فعل هذا الجرم إما أن يكون مختلاً عقلياً، أو أنه يريد إظهار الإسلام والمسلمين بهذه الصورة البشعة، فهذه الجريمة النكراء سيكون لها –بالقطع- أبعد الأثر فى جميع أنحاء العالم، وهو ما قد يمس الدين الإسلامى نفسه وكذا المسلمين عامة.

إن هذه الجريمة البشعة، وما قام به بعض الموتورين من قبل من دهس الأبرياء فى الشوارع، قد رسخ لدى العالم كله أن الإسلام دين قتل وسفك للدماء دون أدنى ذنب أو مبرر. فما ذنب الأبرياء الذين يسيرون آمنين فى الشوارع، أو يتعبدون فى المساجد؟ مثل هؤلاء الإرهابيين أصبحوا الآن وصمة فى جبين الإسلام والمسلمين بشغفهم وحبهم لسفك دماء، فبأى ذنب يقتل هؤلاء الحمقى البشر وهم سائرون فى الطرقات أو يقتلونهم وهم يتعبدون بين يدى الله، لا شك فإنه شهوة القتل وحب سفك الدماء.

إننى أرى أن كارثة مسجد الروضة شمال العريش، لا يمكن أن تقف عند مجرد قتل بعض الأبرياء الساجدين لله سبحانه وتعالى، ولكنها فى حقيقة الأمر هى «أم الكوارث»؛ لأنها أظهرت للعالم كل مدى البشاعة إجرام المسلم فى حق أخيه المسلم، فما بالنا بغير المسلم. فقد صدقت الحكمة القائلة (اللهم أكفنى شر أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيل بهم)، فإذا كان المسلم يقتل أخاه المسلم أثناء عبادته، فما بالنا بغير المسلم!!

أقول لكل الإرهابيين المنحرفين فكرياً، لقد وصمتم بأفعالكم الإجرامية هذه، الإسلام والمسلمين ببالغ الضرر، ونحن إن كنا غير قادرين على ردعكم وإيقافكم عند حدكم، فالله سبحانه وتعالى كفيل بكم فى الدنيا والآخرة.

وتحيا مصر.