عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أشعر بلهجة يأس فى أحاديث الناس عن أزمة سد النهضة.. وكأن الأمر قد خرج من أيدينا.. ولم يعد لدينا أى حل إزاء هذه الكارثة..التى تهدد الأمن القومى المصرى كله.. بل وحياة الشعب المصرى بأكمله!

وأنا هنا لا أبيع لكم الوهم..وﻻ أسعى لتضليلكم ولكن نريد أن نفهم نقاط القوة والضعف فى موقفنا..سواء أكان موقفنا فى المفاوضات أو حتى بعد توقفها !!

فلازال الأمر بيدنا.. ومازالت لدينا أوجه القوة.. وعندما أتحدث عن القوة هنا.. لا أقصد بها القوة العسكرية فقط.. رغم أنها تعنى الكثير والكثير.. ولكنها تظل آخر ورقة يمكن اللجوء إليها.. اذا فشلت الطرق السلمية فى حل الأزمة.. لأن ضريبتها كبيرة.. وثمنها باهظ.. فالحروب ليست لعبه فى أيدى الصغار.. لكنها قرار صعب وتبعاته خطيرة..خاصة مع قوة الخصم.. ومتانة علاقاته خاصة مع دول حوض النيل.. بعد أن وهنت العلاقات المصرية وضعف الدور المصرى هناك.. خاصة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة.. التى تعرض لها مبارك فى إثيوبيا..والتى جعلته يكره أفريقيا والأفريقيين..ويترك الساحة مفتوحة.. والملعب خالياً أمام إثيوبيا.. تعبث فيه كما تريد.. وتحركه كما تشاء.. حتى أصبحت لها السيادة والكلمة العليا..فى القرن الأفريقي كله.. وفى دول الحوض كما أسلفنا فى مقال سابق!

ومن هنا فالحرب مع خصم بهذه القوة وهذه المكانة، وتلك العلاقات المتشعبة لن تكون نزهة خلوية ولكن ستكون لها تبعاتها الخطيرة.. وآثارها المدمرة ما لم يتم الإعداد الجيد لها والتمهيد الدولى لها وحساب كل خطوة قبل أن نخطوها!

إذاً الحرب ليست إلا آخر خيار.. يمكن اللجوء إليها إذا ما فشلت كافة الجهود السلمية لحل الأزمة.. لأن تبعاتها خطيرة وقرارها صعب.. فالقادة العسكريون دائماً يقولون إنك تملك بيدك قرار إشعال الحرب.. لكنك قطعاً لا تملك قرار إنهائها !!

وقطعاً لا تشتعل الحروب بين الدول.. بناءً على طلبات الجماهير.. أو رغبات العوام.. لأننا لسنا إزاء مباراة كرة قدم.. ولكنها حرب لا تندلع إلا شعرنا أن حياتنا وأمننا القومى فى خطر.. وطبعاً القادة العسكريون يعرفون ذلك أكثر منا.. والقرار النهائى للتعاطى مع الأزمة فى يدهم هم.. وليس فى أيدينا نحن!

إذاً ما الأوراق التى نملكها حتى الآن فى صراعنا مع الأحباش؟!

أقول إن الإعلان عن فشل المفاوضات.. هو أول نقاط قوتنا.. وثانيها تعليق المباحثات لأجل غير مسمى.. أو حتى الإعلان عن توقفها تماماً!

قد تسألنى ما فائدة ذلك كله.. فأقول لك إن فائدة هذا تكمن فى إشعار العالم كله بالخطر، خاصة الدول الكبرى والتى ستشعر بأن المنطقة على شفا حرب جديدة قد تشتعل، وهنا ستتحرك تلك الدول ومن قبلها المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة خاصة إذا ما لجأنا سريعاً لتقديم شكوى فى مجلس الأمن، والأمم المتحدة ضد إثيوبيا والإعلان أنها تهدد حياة الشعب والأمن القومى لمصر!

وهنا ستتوقف كافة الدول والمؤسسات الدولية عن تمويل السد، خاصة إذا ما اعلنت مصر عن مقاطعة أى دولة أو مؤسسة تساهم فى سد النهضة واعتبارها فى حالة حرب ضد مصر.. هنا لن تجد إثيوبيا أحداً يمولها وستشعر بالخطر وبأن المصريين كشروا عن أنيابهم فعلاً وأنهم لن يقبلوا اللعب بهم أو التغرير بهم!

وهنا ستتراجع إثيوبيا عن تعنتها.. وستعود صاغرة لطاولة المفاوضات.. دون أن نحتاج لحروب..وﻻ لضرب السد اللعين!