رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

منذ أن أعلن فى مصر.. تعثر مفاوضات سد النهضة.. بعد أن حاولت إثيوبيا بدعم سوداني واضح.. التغيير فى الديباجة والمقدمة الاستهلالية للتقرير الفني بما يؤثر على مخرجاته ونتائجه.. وهو ما يخدم مصالحهم!!

منذ ذلك الحين.. ولا حديث فى مصر إلا عن سد النهضة.. وبالطبع الناس معاها كل الحق.. خاصة وأن النيل يعد شريان الحياة في مصر.. بل إن 97 % تقريباً من احتياجات مصر المائية تعتمد على النيل.. وكل المصادر الأخرى.. من مياه جوفية إلى تحلية مياه البحر.. لا تتعدى الـ3% تقريباً.. وذلك لارتفاع تكلفتها.. ففي بعض المناطق فى مصر قد تصل تكلفة استخراج المتر المكعب من المياه لأغلى من تكلفة لتر السولار أو البنزين!

أما تحلية المتر المكعب من مياه البحر.. فهي تصل لثمانية جنيهات كاملة فى الغالب!

لهذا كان اعتماد مصر من قديم الأزل على نهر النيل.. والذي ينساب بكل انسيابية وسهولة من الجنوب إلى الشمال.. بفضل الله وحكمته والتى جعلت منسوب الأرض فى الجنوب أعلى من الشمال.. لذلك يجري النيل بدون أى مجهود بشري.. أو تكلفة رفع لمياهه!!

كما أن أى نقص فى حصتنا من مياه النيل.. ستدخلنا فى حسبة برما؛ لأننا ومع ثبات حصتنا فى مياه النهر، والتى تقدر بـ55 مليار متر مكعب تقريباً.. ومع زيادة عدد السكان في مصر.. دخلنا بالفعل مرحلة الشح والفقر المائي.. لدرجة أن المعدل الطبيعي العالمي لاستهلاك الفرد للمياه مقدر بألف متر مكعب من المياه سنوياً.

أما في مصر فقد وصل معدل استهلاك الفرد إلى 400 متر مكعب سنوياً.. يعني أقل من نصف المعدل العالمي!!

كما أن أى نقص فى حصة مصر.. سيؤدي لبوار الأرض الزراعية.. لدرجة أن الخبراء حسبوها.. بأن كل أربعة مليارات متر مكعب من المياه تنقص من حصة مصر.. ستؤدي لبوار مليون فدان من الأرض الزراعية!!

ونحن هنا لن نكل.. ولن نمل من القول.. إننا لسنا ضد التنمية فى إثيوبيا.. وغيرها من دول الحوض.. بشرط ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين.. هذا هو موقفنا سواء كشعب أو حكومة.. وليس لدينا أي استعداد للتنازل عن نقطة مياه واحدة من حقنا ومن حصتنا فى مياه النهر.. ولو كلفنا هذا حياتنا!!

وأظن أن الرئيس «السادات» رحمة الله عليه.. قالها لهم بكل وضوح عندما أعلنوا عن نيتهم بناء السد.. وبالتالي التأثير على حصة مصر.. فقال لهم بكل وضوح وقوة: والله بدلاً من أن ننتظر الموت فى مصر.. فلنمت فى إثيوبيا!!

وكان المعنى واضح.. ووصل إلى عقول الإثيوبيين.. فكفوا فوراً عن محاولة العبث بحصة مصر!!