اسمحوا لي
أن يقيم رجل أعمال مهرجانًا بفلوسه هو حر، او يقيم مهرجانًا علشان عايز يتصور مع عادل امام أيضا هو حر، أو علشان يعمل بيزنيس ويبيع وحدات قريته السياحية والله شاطر، أو بيحب السيما أو مابيحبهاش الضرايب هى اللى ها تحاسبه، او بيحب مصر هنا بقى مصر هى اللى تغنى لة وتقول له (ماتقولش ايه ادتنا مصر ونقول هاندى ايه لمصر) فى النهاية احنا مالنا الراجل عمل المهرجان فى قريته وجاب اصحابه والستات اتشيكت ولبسوا الفساتين واتفسحوا احنا مالنا هما أحرار.
لكن وزارة الثقافة مش احرار لانهم وبيشتغلوا بفلوسنا ومن ضرائبنا وقوتنا هى وزارة الثقافة ليست مسئولة عن اقامة المهرجانات فقط بل الاهم انها هى المسئولة عن السينما وعن وجود افلام فى مصر وهى المسئولة عن ثقافة الشعب اى ثقافة كل الناس وليست مسئولة فقط على ١٠ مهتم أو ٢٠ أو ١٠٠ أو ألف اللى بيتفرجوا وبيحضروا مهرجاناتها.
وفى هذا العام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام للأسف لايجد فيلمًا مصريًا!! واذا ابدى البعض حسرته وصاح صيحة يوسف بك الشهيرة "يا للهول" سينظر لهم المسئولون ولسان حالهم يقول (طيب وفين المشكلة ؟ لقد حدثت قبل ذلك أكثر من مرة. أو يقول لك «وهى المهرجانات علشان نعرض فيها أفلام مصرية يراها أكبر عدد من الناس» فماذا يضير المسئولون وأصحاب المهرجانات ان تكون فى مصر سينما حقيقية يشاهد الجماهير فى دور العرض وتسعدهم وتنير طريقهم؟ لقد أصبحت أعتقد أن الهدف من وجود كلمة سينما فى مصر هو اقامة المهرجانات حيث الافتتاحات والحفلات وتوزيع الجوايز والتكريمات والحقيقة ان الوزير حلمى النمنم ضرب الرقم القياسى فى عدد التكريمات التى قام بها كتر ألف خيرة.
إن مهمة وزارة الثقافة هى تنقية كل القوانين التى وضعتها الحكومات السابقة والتى تعيق صناعة الافلام وعليها ايضا تطوير أدوات الصناعة نفسها ودفع آليات توزيعها ودعم الانتاج السينمائى خاصة أفلام الشباب وانتاج أفلام للأطفال وتسهيل العروض للسينما المستقلة التى يقدمها الشباب بقروشهم القليلة او ينتظرون بعض التمويلات من بعض الجهات المانحة والتى لا تسمن ولا تغنى .لقد اعلن هذا الاسبوع ان قيمة الضريبة المقررة على تذاكر السينما سترتفع، ولم نسمع اى اعتراض او تعليق من وزارة الثقافة.
إن السينما فن وصناعة وتجارة ولقد كان فى مصر سينما عريقة وجميلة يصنعها ابناؤها وعشاقها بدون مهرجانات وبدون حفلات وبدون زيطة وزمبليطة وبدون مسئولين.