الشعب يريد
يؤكد كبار الأطباء، أن السيجارة لمريض السكر أو ضغط الدم تساوى الوفاة، ويؤكد ذلك د. صلاح الغزالى، أستاذ أمراض الغدد والسكر عندما يُدَّرس لأطباء المستقبل، أن سيجارة لمريض السكر = وفاة، وبالرغم من ذلك لا نفعِّل قوانين مكافحة التدخين علماً بأن التدخين السلبى له نفس الآثار الضارة للمدخن وأسوأ أعراضه ينالها الأطفال للأسف الشديد.. إننا بدون محاربة التدخين ندمر شبابنا وأطفالنا أى أننا ندمر مستقبل الأجيال القادمة.
أحمد الله، عز وجل، أن حبانا الله بعلماء وحكماء لم يتسرب إليهم اليأس من محاربة التدخين حتى الآن، وعلى رأسهم د. محمد محسن إبراهيم، أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة، ورئيس الجمعية الطبية المصرية لارتفاع ضغط الدم، ويقود المشروع القومى لعلاج ضغط الدم، ويؤكد أنه بعد 10 دقائق من الامتناع عن التدخين يتحسن مستوى ضغط الدم ويعود النبض لمعدله الطبيعى أولاً، وبعد 8 ساعات ينخفض أول أكسيد الكربون ويرتفع مستوى الأكسجين بالدم، أما بعد 24 ساعة من الامتناع عن التدخين فتقل احتمالات حدوث الذبحة الصدرية بنسبة عالية.. أما بعد عام من الانقطاع عن التدخين فيحدث انخفاض فى معدل الإصابة بأمراض القلب إلى 50٪ مقارنة بالمدخنين.
وتقل نسبة الإصابة بأمراض الشرايين القلب تماماً يصبح «المدخن سابقاً» كمن لم يتعاط التدخين تماماً.
واتفق علماء مصر وكبار أطبائها على أن التدخين يؤثر على القلب، ولكنه أيضاً يؤثر سلباً على كل وظائف الجسم، وكما أكد د. محسن إبراهيم ود. عوض تاج الدين، فإن التدخين يزيد نسبة الإصابة بجلطات المخ وحساسية الصدر والسدة الرئوية المزمنة، وسرطان الرئة والمرىء والاثنى عشر والمعدة والمثانة، والتدخين مسئول، أيضاً، عن أمراض الشرايين الطرفية، ويدفع مريض السكر إلى بتر هذه الأطراف؛ لأنه يحارب علاج السكر والحساسية والضغط المرتفع.
وما لا يعرفه الشباب أن التدخين يؤدى لنقص المناعة وزيادة نسبة الأمراض الفيروسية ونقص فى القدرة الجنسية والخصوبة لدى النساء والرجال معاً.. بل يؤدى إلى الإجهاض لدى السيدات الحوامل، ما يؤثر على النمو العقلى والجسدى للطفل حتى سن 11 سنة، والتدخين مسئول عن زيادة تجاعيد البشرة، فهل بعد ذلك ننام وشبابنا وأطفالنا يدخنون؟! وهل نسمح بفقد مليارات الجنيهات فى توفير السجائر المحلية والمستوردة وتكلفة الشيشة، فآثار التدخين واحدة بالسجائر والشيشة؟ وما ذنب من يتعرض للمرض بالتدخين السلبى؟
أنا لا أنصح ولا أتسول الامتناع عن التدخين، ولكن مطلوب وقفة لتطبيق القانون والآن تم منع إقامة «قهاوى» بوسط البلد، وليت المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة يكثف قراراته لإغلاق الأماكن التى تسمح بالتدخين أسفل العمارات وبكافيهات تنشر الأمراض بين أبرياء لا يدخنون وليكن الحل لنزيف الأدوية وعلاج آثار التدخين الشخصى والسلبى دافعاً لمنع تعيين المدخنين بالوظائف ثم منعهم من الدعم بكل أنواعه السكنى والتموينى والتعليمى، فالتدخين أدى إلى قتل القيم فى تلاميذ المدارس ثم انتشار القتل والبلطجة، إنها مرحلة مبكرة للجرائم فهل من مسئول يواجه تدمير تلاميذنا وشبابنا؟
إن امتناع المدرس عن التدخين فى المدارس أولى خطوات العلاج والطبيب فى مستشفاه، ودور الأم والأب والأسرة بصفة عامة مهم للغاية، وأذكرهم بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «كفى المرء إثماً أن يضيّع من يعول».. ورحم الله الحاضر الغائب السيد منصور حسن، السياسى النظيف والوزير السابق الذى دفعته أسرته للتدخين طفلاً وكان مدخناً شرهاً إلى أن مرض ابنه بالرمد الربيعى وكان طفلاً فسأله ماذا قال لك الطبيب؟ فرد الطفل شديد الذكاء قائلاً: لا فائدة من العلاج.. وأوضحت له السيدة زوجته أنه ممنوع من التعرض للتدخين السلبى فأطفأ منصور حسن الإنسان سيجارته ولم يشعلها إلى أن توفاه الله.. رحم الله من مات وهدى من بقى.
<>
نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط لمنعه العرى بأفراح الكنيسة.