رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

مواصلة لما كتبته الأسبوع الماضى حول ضرورة إحياء فكر ابن رشد أضيف أنه فى هذا الإطار يجب أن نذكر أنفسنا ونحن نضرب كفا بكف وتصاحبنا عبارة (يا سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) بأن فلسفة ابن رشد صارت موضع حوار فى اوروبا كما ذكرت منذ قليل بعد وفاته بحوالى ربع قرن، وأدت فى النهاية إلى تأسيس ما عرف ويعرف بـ ( الرشدية اللاتينية) هناك -أى فى اوروبا- ، وجدير بالذكر أيضا أن تلك (الرشدية اللاتينية ) كانت هى السبب فى نشأة الإصلاح الدينى فى القرن السادس عشر، ومن بعده فى شيوع التنوير فى القرن الثامن عشر فى معظم أرجاء أوروبا بعد عصور الظلام والمعاناة التى تجرعها المواطن الأوروبى بسبب تدخل الكنيسة او سيطرتها  وتحكمها فى السلطة.

ولابن رشد كتاب عظيم بعنوان« فصل المقام وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال»، والفكرة المحورية فى هذا الكتاب والتى فى ظنى أنه إذا تم اللجوء إليها أو الاستعانة بها فى مسألة تجديد او تحديث الخطاب الدينى وحدها فقط -  وعندما أقول وحدها فأنا أعنى ما اقوله تماما - فإننا لا ولن نحتاج لأكثر من ذلك للقضاء على الفكر المتطرف الارهابى الذى نعانى ويلاته، ففى هذا الكتاب القيم ذهب ابن رشد الى ضرورة إحداث اتصال ما بين الشريعة والحكمة، او بين الدين والفلسفة القائم عليها الدين، بمعنى آخر ان يكون التأويل هو الوسيط بين الفلسفة والشريعة، ولكن الشرط هنا ان يكون هذا التأويل بعيدا عن صنوف التأويل الذى يمارسه علماء الكلام مثل : المعتزلة والأشعرية والصوفية، لان مثل ذلك التأويل فى رأى ابن رشد تأويل فاسد، وفساده يكمن تحديدا فى الدعوة لانفصال الفلسفة عن الدين بهدف او من اجل القضاء عليها، واذكركم هنا بقول شهير لابن رشد  وهو ان  « المتكلمين هم علة البدع، والبدع هى علة انفصال الفلسفة عن الشريعة، بل انها علة العداوة بينهما، ولعل  هناك كتابا آخر يكمل ذلك الفكر أيضا وهو كتاب « تهافت التهافت» ولربما آراه خير الكتب للرد على كتاب الغزالى « تهافت الفلاسفة» الذى هاجم فيه الغزالى  الفكرة المحورية لابن رشد وهى اعمال العقل فى النص الدينى، وضرورة الاتصال ما بين الشريعة والحكمة.

واخيرا وليس آخرا ابدا.... فالإرهاب لن يتوقف مهما أنفقنا من مليارات الدولارات لشراء الاسلحة، ولا مهما ارهقنا اذهاننا ووضعنا من الخطط الامنية والعسكرية، لانه وبمتنهى البساطة المواجهة هنا تكون للاجساد وليست للعقول، وجسد الارهابى يفنى ولكن العقل الارهابى مازال باقيا.