رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

 

سيظل الرئيس الراحل أنور السادات حاضراً معنا فى شهر أكتوبر من كل عام، فهو صاحب قرار العبور، وهو الفرعون الأخير - كما أطلقت عليه الصحف الأمريكية- الذى استطاع تحرير سيناء، ولكنه كذلك صاحب نظرية الانفتاح الاقتصادى «السداح مداح»، كما قال الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، وهو أيضاً صاحب قرارات سبتمبر الشهيرة التى اعتقل فيها كل رموز القوى السياسية فى مصر، وعلى رأسهم فؤاد باشا سراج الدين.

قد تختلف مع هذين «الساداتين» إلى أقصى مدى، قد يراه البعض البطل الأسطورى الذى لم ولن يجود التاريخ برئيس مثله، وقد يراه آخرون «خائناً» كما قال نائب رئيس الجمهورية الراحل حسين الشافعى فى حوار مع قناة الجزيرة منذ عدة سنوات، لكن تبقى قضية «الثغرة» خلال حرب أكتوبر، هى نقطة الارتكاز التى نستطيع من خلالها فض الاشتباك بين هذين الطرفين، بل والوصول إلى أقرب منطقة يمكن من خلالها تقييم السادات، بما له وما عليه.

بدأت الثغرة بقرار أصدره السادات، وعارضه كل قادة القوات المسلحة وعلى رأسهم رئيس الأركان الفريق سعد الشاذلى، بتحريك القوات المصرية فى الجانب الغربى من قناة السويس إلى سيناء لتطوير الهجوم، من أجل تخفيف الضغط على الجبهة السورية، فى حين قال الشاذلى إن هذه القوات التى كانت تحمى منطقة الثغرة، ستكون خارج حماية حائط الصواريخ، وستتعرض للإبادة، بما يعنى أنها لن تخفف الضغط على القوات السورية، وحدث بالفعل ما حذر منه الشاذلى، واستطاعت إسرائيل تدمير 250 دبابة مصرية فى عدة ساعات، وأصبح الطريق مفتوحاً أمام شارون ليعبر إلى الجهة الغربية من قناة السويس، وهو ما حدث بالفعل.

كان المفترض أن يتعلم السادات من هذا الدرس أن القرارات الديكتاتورية تؤدى إلى كوارث محققة، لكنه لم يفعل، ودخل فى مفاوضات مع إسرائيل كان بإمكانه أن يحقق من خلالها مكاسب أكبر لو لم تحدث الثغرة التى تسبب فيها، ثم أقدم على تعديل الدستور ليصبح رئيساً مدى الحياة، ثم دعا إلى ما سماه «أخلاق القرية» التى أصبح هو عمدتها الأول والأخير، ليواصل خطواته غير الديمقراطية، منها حصار الأحزاب فى مقارها ليقتل التجربة الحزبية الوليدة وهى فى مهدها، ويبيع القطاع العام بأبخس الأثمان، فى صفقات مشبوهة وضعت البذرة الأولى فى شجرة الفساد التى ترعرعت فى عهد مبارك.

صحيح أن السادات هو الذى حرر الأرض، ولكنه أيضاً الرجل الذى قيد أصحاب الأرض بأساليب حكم ديكتاتورية.. وما بين التحرير والتقييد، تاهت بوصلتنا فى الحكم على السادات!