رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

تشتد حاجتنا الآن لوقفة حاسمة مع التدخين والمدخنين. والحرب ضد الإرهاب بدايتها تربية الشباب، وزرع الانتماء الوطنى، والعودة لاحترام الفكر، وتحكيم العقل، وكل هذا يبدأ بالمدرسة والأسرة، فإذا كان الأب غالباً مدخناً، والمدرس أيضاً، فما بالنا بالأطفال والتلاميذ؟! ولو تم إصلاح كل هذه المراحل، فالكارثة السوداء بالجهاز السحرى وهو التليفزيون أولاً ثم مواقع التواصل الاجتماعى؛ حيث يجلس الطفل أو الشاب وحده مع كل مقومات الانحراف وربنا يستر.

الآن الكرة فى ملعب الأستاذ مكرم محمد أحمد، والأستاذ حسين زين، فهما يرأسان المجلس الأعلى للإعلام الوطنى، ويكفى الدعاية لممارسة التدخين بأنواعه والمخدرات بأشكالها أن نشاهد مسلسلات شهر رمضان الكريم الذى نصوم فيه عن الحلال، وهو الطعام والشراب، ويفطر الشباب فيه على المخدرات والتدخين والشيشة والقتل والرذيلة والألفاظ التى كانت عيباً كبيراً، وتعد قذفاً وسباً وحرجاً للأسرة كلها.. وما زال نهج الإفساد والفساد على الشاشة ينتظر عقوبات رادعة ومنهجاً جديداً ليعود الممثل والممثلة وكل فنان لدوره السابق كقدوة للشباب، إن المجتمع كله مطالب بوقفة حاسمة تجاه التدخين والمخدرات.

والسؤال: لماذا لا تقوم وزارات الصحة والشباب والتضامن الاجتماعى بحملات لتحليل التدخين للطلاب والشباب أسوة بتحليل المخدرات بالمدارس والشوارع والجامعات والمصالح الحكومية، مع منعها منعاً تاماً بالأماكن المغلقة، إن المدخن لو اضطر للخروج لمكان مفتوح أمام المصلحة الحكومية أو الخاصة للتدخين سوف يقلع عن هذه العادة المدمرة صحياً ومادياً ومجتمعياً.

ورحم الله النائب المحترم عبدالفتاح الدالى، عضو مجلس الشعب، ورئيس لجنة الإدارة المحلية الراحل عندما سافر إلى أمريكا على رأس وفد برلمانى، وعاد مقلعاً عن التدخين وبالسؤال لماذا امتنعت عن التدخين فى أمريكا؟ فقال: هناك نظام من يدخن يخرج للجراج، ويقف مع المدمنين والعاطلين والشواذ ليدخن، ثم يعود للقاعة التى بها المؤتمر، وهنا شعرت بالإهانة والانكسار، فقررت الامتناع نهائياً عن السيجارة، وهو درس مهم لو استوعبناه.

إن لدينا من القوانين والسلطات ما نمنع به خسائر التدخين المادية والصحية وما يتحمله الدخل القومى من خسائر العلاج وفاقد ساعات العمل، وكم الجرائم التى تمثل توابع التدخين فهل من مستجيب؟

إن التحليل سهل جداً عن طريق قياس أول أكسيد الكربون بالدم كخطوة أولى، ثم تحليل النيكوتين، ولأن دار الإفتاء أقرت فى فتواها أن التدخين حرام شرعاً، ويؤدى إلى التهلكة، وهنا نستطيع توفير دعم المدخن بحرمانه منه، فلا يجوز أن تعطى الدولة للمدخن ما يقرب من 30 جنيهاً شهرياً، وهو يدخن بهذا المبلغ يومياً! ولا يجوز أن يعين المدخن فى أى وظيفة حكومية على الأقل وليت القطاع الخاص أيضاً يمنع تعيين المدخنين كضرورة لحماية غير المدخن ولمنع السرطان الذى تتكبد الدولة لعلاجه مليارات الجنيهات، ولا نفيق من الدعوة لحملات التبرعات لعلاجه، ثم نترك أسبابه ونسهل أضراره تحدث أمامنا، إننا ندمر أبناءنا واقتصادنا وصحة المجتمع، ثم نعود ونقول كيف نواجه السرطان وأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية؟

ونصيحة للشباب يقدمها أحد المدخنين والذين عانوا الأمرين صحياً، وتكبد عشرات الآلاف من الجنيهات للعلاج؛ بسبب شراهة التدخين عندما نصح ابنه قائلاً: يا ابنى أقلعت عن التدخين وعمرى 60 سنة، وأنصحك بتدخين «شواشى الذرة» وهى شعيرات رقيقة جداً مرتبطة بكوز الذرة، وصفها بعد أن تجف فى ورق «بفرة» أى ورق السجائر الخفيف جداً؛ لأنها أسهل كثيراً، وأقل ضرراً من السجائر، ولكن هيهات أن يفعل ذلك شباب اليوم وقوة المستقبل التى ندمرها بأيدينا.. وإلى الخميس القادم.

 

براڤو

شهداء مصر والواجب والوطن وتحية لأم البطل فى كل محافظة وقرية، والمعارك مستمرة، والنصر قادم بإذن الله.