أعلن رئيس جمهورية مصر العربية فى ختام المؤتمر الوطنى الرابع للشباب بمدينة الإسماعيلية ابريل 2017 موافقته ومشاركته للشباب المصري فى دعوة الشباب من مختلف دول العالم للمشاركة في منتدى شباب العالم الذي سوف يقام بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر القادم 2017 لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر ويعتبر فرصة للشباب من جميع دول العالم للحوار الجاد والمباشر سواء مع بعضه البعض أو مع صناع القرار والمسئولين حول العالم حيث يتم من خلاله مناقشة كافة القضايا التى تهتم بالشباب بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تُسِهم فى جعل العالم مكاناً أفضل ولعل وجود ذلك المنتدى على أرض مصر مهد الحضارات وملتقى الثقافات سيسهم فى جعل المشاركة ثرية وفعّالة ويضم برنامج منتدى شباب العالم مجموعة متنوعة من المحاور التي تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم والتي من خلال جلساتها سيعبر شباب العالم عن رؤاهم ويطرحون أفكارهم ويتبادلون تجاربهم.
وهذه المحاور هى أربعة أولها محور قضايا شبابية عالمية وثانيها محور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال وثالثها محور الحضارات والثقافات و رابعها محور صناعة قادة المستقبل ونموذج محاكاة الأمم المتحدة، ومن هذا المنطلق أطالب السيد رئيس الجمهورية الذى يتشرف المنتدى برعايته الشخصية لكل أحداثه وتوصياته بتكليف رئيس وزراء مصر والسادة وزراء التعليم والتعليم العالى والخارجية بعمل ورشة عمل داخل منتدى شباب العالم تضم شبابا من الدول التى أحرزت تقدماً ملحوظاً فى مجال التعليم مثل سنغافورة وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها، بحيث أن الدبلوماسية المصرية تلعب دورها أن كل دولة تقوم بترشيح أحد شبابها المتميزين لعمل عرض تقديمى عن تجربة التعليم فى كل دولة وكيف نهضوا بالتعليم الأساسى والتعليم الجامعى وكيف رفعوا من شأن المعلم مادياً وأدبياً فمثلاً دولة مثل الصين يبلغ تعداد سكانها المليار ونصف نسمة.
ورغم ذلك فإنها تشهد تقدماً مستمراً فى المجال التعليمى عن طريق إتباع سياسة تنموية بدأت عام 1977 ترتكز على أربعة عناصر أساسية للوصول إلى التقدم المنشود هى الصناعة والزراعة والدفاع والتعليم علماً بأن التكنولوجيا اعتبروها جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية وهذه السياسة هى امتداد إلى ما بدأوه من اهتمام بالتعليم عام 1949 وهو ما واكب اندلاع الثورة الصينية وقيام دولة الصين الحديثة وهكذا يتضح لنا معنى وضع استراتيجية للتعليم تستمر سنوات وهذا ما يطالب به المتخصصون مراراً وتكراراً لإصلاح منظومة التعليم فى مصر على أن تنتهى ورشة العمل بعمل توصيات تنضم إلى توصيات المنتدى العامة لتكون جزءاً لا يتجزأ من برنامج عمل لتطوير المنظومة التعليمية فى مصر يتبناه رئيس الجمهورية وتحت إشراف مجموعة من المتخصصين وذلك فى إطار قدرات الدولة المصرية وإيمان شعبها بأهمية التعليم لكى يحيوا حياة طيبة علماً بأنه يمكن الاستفادة من كيفية إعداد منتديات التعليم من منظمة اليونسكو الدولية، حيث يتولى مدير عام منظمة اليونسكو الدعوة إلى منتدى سنوى بالتزامن مع اجتماع كبير رفيع المستوى مثل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وتتضمن أجندة المؤتمر كل ما يتعلق بتطوير مجال التعليم فى جميع أنحاء العالم ويتم تبادل الخبرات.
ومن هنا تبدأ الإرادة السياسية القوية فى أى دولة لتطبيق ما يناسبها لصناعة أجيال قادرة على التعمير والبناء مؤمنة أن الإنسان خليفة الله فى الأرض، وأخيراً أود أن أقدم خالص التهاني لمنتخبنا الوطنى لكرة القدم لصعوده لنهائيات كأس العالم روسيا 2018 داعياً المولى عز وجل أن ينصر بلدنا مصر فى شتى المجالات لنلحق بركب التقدم والرخاء والتنمية المستدامة بين دول العالم.