رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

وصل الحال ببلد الأزهر أن يرفع بعض من شبابها أعلام الشواذ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.. ففى الوقت الذى يظهر علينا فنان كبير مع رجل أعمال شهير بمهرجان فنى سياحى مالى استعراضى، مهرجان استعراض أرقى وأغلى الأزياء وأفلام عالمية تزامن معه مهرجان آخر لسقوط القيم والأخلاق وعرض نتائج أبناء الفساد والمال الحرام، سقط أيضاً أبناء الطبقة الجديدة التى خطفت ونهبت، ونسيت أن تربية الأبناء فرض، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «كفى المرء إثماً أن يضيع من يعول».

الفنان الكبير ينادى على أبنائه ليصافحوا عمهم رجل الأعمال، مؤكداً أنه حضر خصيصاً من أجله لا من أجل الفن ولا الترويج السياحى ولا يحزنون، إنما من أجل رجل الأعمال النشيط نعم.. عانينا من زواج المال بالسلطة، والآن زواج المال بالفن والإعلام، وما خفى كان أعظم.

نأتى للضحايا هم أمل المستقبل وقوة مصر الضاربة، شبابها الضايع والحيران بين السفر بحراً والدفن بحراً أيضاً، وبين الفن الحرام والإسراف السفيه بالتجمع الخامس والكافيهات التى مات، أيضاً، بسببها شباب واعد، وإنما الإهمال من الآباء والأمهات أولاً، ثم تدهور المدرسة ثانياً، ثم صمت الدولة على الفساد، ووضع الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب، مما أحبط صمام أمان المجتمع المصرى على مر السنين وهو «الطبقة الوسطى» والمطحونة، حالياً، فى دوامة العمل الشريف، والفقر الذى أصابها والأسعار التى أحرقتها، وتكاد تكون هى الطبقة الوحيدة التى تعمل وتعانى وما زالت صامدة تربى أولادها وتعلمهم تحت خطوط من نار، ولكنها تخاف عليهم وتراقبهم وتحميهم من زملاء لهم أحياناً من أبناء المال والفساد أو من ذئاب الشارع، وأحياناً من المدرسة وما فيها من فساد علمى وأخلاقى، ومن نار الأسعار والمواصلات، ولكنها سوف تظل بإذن الله صمام المجتمع.

الطريف أن الشواذ رفعوا أعلامهم، وكأنهم دواعش الرذيلة لهم أعلامهم المرفوعة وإعلامهم المسموع والمقروء، أيضاً، فهناك الصحفية الأم التى دافعت عنهم بإحدى الفضائيات، وهنا يجب ألا يصمت عنها أستاذ مكرم محمد أحمد، والمجلس الوطنى للإعلام، وسمعنا من يرفع فزاعة حقوق الإنسان، وتذكرت أستاذاً جامعياً - وللأسف كان عضواً بلجنة وضع الدستور - فى أحد الاجتماعات، وكان برئاسة السيدة سوزان مبارك، حرم الرئيس الأسبق مبارك، وتحدث عن حفل زفاف مثلى بإحدى الدول وحضره سيادته، وأفاض فى وصف الحفل، مما دعا المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية سابقاً، ورجل القانون المحترم والسياسى القوى أن يلقنه درساً أنا شخصياً لن أنساه، وصفق له الحاضرون بشدة مرات عديدة، وعاش المستشار عدلى حسين مع الأستاذ إياه حالة حرب لمدة 50 دقيقة متواصلة، أتخيل أنا الآن الأستاذ وهو يتحدث، وكان يبشر بالشواذ، ويحفر لهم نفقاً وسط بلد الأزهر والكنيسة والقيم والحضارة والألف مئذنة وأرض التوحيد مهبط رسالات السماء وأرض الأنبياء. والسؤال ماذا نحن فاعلون؟ دمرنا شبابنا - كأسر وحكومات - بالأطعمة المستوردة المهلكة صحياً وأهملنا الإنتاج والزراعة، وجنبنا الكفاءات وتركنا ضعاف النفوس والجهلاء يعتلون المناصب ويؤبِّدون فيها، واهتممنا ببناء الحجر وتركنا البشر، وضعنا سياسات قديمة لتجاهل القوانين واللعب فى الانتخابات لنرى نواباً ما أنزل الله بهم من سلطان، همهم القروض، وسرقة البنوك، والحصول على الأراضى، ونواب «سميحة»، وبيع التأشيرات، وتقليب فئات بعينها كالملاك والمستأجرين، ولم نر نائباً يناقش وزراء الصحة أو التعليم.. إننا جميعاً مسئولون عما حدث لشبابنا، وها هم الآن فى قلب النار يرفعون أعلام الشواذ، وما زلت أنتظر رداً رسمياً يصف ما حدث، ولنبدأ العلاج، وإلا نستحق الهلاك لا قدر الله..

> برافو:

كل أب كادح وأم متفرغة لرعاية أبنائها فى العام الدراسى الجديد بنفقاته ولهم ولنا الله.