أحوالنا
لقد طغت فرحة فوز النادى الأهلى على منافسه العنيد نادى الترجى التونسى فى عقر داره على كل ماعداها من اخبار هذا الأسبوع. وقد زاد من الشعور بهذه الفرحة ان النادى الأهلى كان قد فشل فى تحقيق الفوز على نادى الترجى فى الاسكندرية حيث تعادل الناديان ٢-٢ وهى نتيجة كانت فى صالح النادى التونسى الذى كان يكفيه التعادل بدون أهداف أو ١-١ كى يصعد إلى المربع الذهبى فى الدور قبل النهائى لبطولة أندية القارة الافريقية. ولكن النادى الأهلى فعلها وحقق الفوز فى تونس فاستحق التهنئة بقدر ما أسعد جماهيره من عشاق الساحرة المستديرة.
ورغم طغيان هذه الفرحة على ماعداها، إلا أن الأسبوع لم يكن خلوا من الأحداث الهامة. فقد شهد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ألقى خطابا هاما وجه فيه رسالة مرتجلة إلى الشعب الاسرائيلى واخرى إلى الشعب الفلسطينى لمساندة جهود السلام التى يقوم بها قادة الشعبين فى الوقت الراهن وعدم اضاعة هذه الفرصة لما فيه صالح الجميع. وقد واكب خطاب الرئيس فى الامم المتحدة استمرار الجهود التى تبذلها مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام بين حركة فتح فى رام الله وحركة حماس فى غزة. وقد أسفرت هذه الجهود عن اعلان حكومة الوفاق الوطنى هذا الأسبوع انها ستتوجه يوم الاثنين القادم إلى غزة لعقد أول اجتماع لها يوم الثلاثاء. ولا شك ان هذه التحركات تبشر بالخير فى حلحلة القضية الفلسطينية التى بدا وكأنها دخلت فى جب عميق بلا أمل فى تحريكها، ناهيك عن حلها.
كما شهدت اروقة الامم المتحدة التهديد الذى أطلقه الرئيس الامريكى دونالد ترامب بنسف كوريا الشمالية بسبب أعمالها العدائية التى تهدد جيرانها فى كوريا الجنوبية واليابان. وقد رد رئيس كوريا الشمالية باتهام الرئيس ترامب بالجنون وبالتلويح بقدرة بلاده على إلحاق الاذى بأعدائها مع تأكيده على مواصلة التجارب النووية والبالستية فى مواجهة التهديد الأمريكى. وتذكرنا هذه المواجهات النووية التى تهدد البشرية بخطر الفناء بسياسة حافة الهاوية التى كان يتبعها وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون فوستر دالاس، وهى سياسة خرقاء تجر العالم بأسره إلى تخوم خطرة والى آفاق لايمكن لأحد ان يسيطر على مجرياتها أو يتحكم فى مسيرتها.
وخلال الأسبوع شهدت دولة العراق اجراء انتخابات بين العراقيين الأكراد الذين أجروا هذه الانتخابات رغم رفض الحكومة لها وتعهدها بعدم الاعتراف بنتيجتها. وقد رفضت الامم المتحدة إرسال مراقبين لمتابعة الانتخابات قائلة انها لانعترف بها. وصرح رئيس وزراء كردستان نيجرفان بارزانى بان الموقف الدولى ومجلس الأمن من الاستفتاء قد اصابهم بالاحباط. وتعارض كل من تركيا وإيران المجاورتين لكردستان قيام دولة كردية مستقلة. وأغلقت ايران حدودها مع كردستان. وهدد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بوقف صادرات نفط كردستان عبر ميناء جيهان التركى. وفِى بغداد اعتبر نورى المالكى نائب الرئيس العراقى اجراء الاستفتاء فى كردستان بمثابة اعلان حرب على وحدة الشعب العراقى. وبلا شك فان قيام العراقيين الأكراد بهذه الخطوة من جانب واحد يهدد كيان الدولة العراقية ويمزق وحدتها فى الوقت الذى تناضل فيه الدولة الشقيقة للعق جراحها واستعادة عافيتها من جراء الغزو الامريكى لها وما جره عليها من نكبات.
وخلال الأسبوع تكشفت فى مصر فضيحة مدوية نتيجة قيام عدد من أعضاء مجلس النواب بالاتجار فى تأشيرات الحج المجانية التى حصلوا عليها بسبب عضويتهم فى المجلس.. ويترقب المصريون الكيفية التى يعالج بها مجلس النواب هذه الفضيحة، ونأمل فى ان يتصدى المجلس بسرعة لهذه القضية حتى يستعيد الناس ثقتهم فى نواب الشعب.