رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جميعنا يعلم أن الغرب أغفل الطرف عن ممارسات النظم التسلطية ضد الشعوب طالما أن تلك النظم موالية له، وداعش مثل القاعدة، يرسم لها مؤسسوها أهدافاً معينة لتحقيقها، ويضعون لها خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، ولكن فى أغلب الأحيان ينقلب السحر على الساحر، وتعبر الخطوط الحمراء مما يتطلب دخول المؤسس لإيقاف التنظيم عند حده.

ولقد كان الغرب سبباً فى إنتاج أحد أكثر الظواهر الإرهابية عنفاً فى العقود الأخيرة، ذلك المتمثل بالعنف «السلفى الجهادى» القاعدى والداعشى التكفيرى، بالتحالف مع التيار الوهابى وأموال النفط ضد السوفييت وضد التيارات الوطنية والقومية فى المنطقة العربية، ثم إعادة إنتاج ذلك التحالف فى الحرب الدائرة منذ سنوات عدة فى سوريا والعراق. قبل الثمانينيات، لم نكن نسمع بمصطلح «السلفية الجهادية»، وإن كانت هناك تيارات سلفية توصف – أحياناً - بالغلوِّ والتطرف، ولكن بعد المواجهات المسلحة التى خاضها «المجاهدون العرب» مع السوفييت فى أفغانستان، وما تبع ذلك بعد هزيمة الجيش الأحمر وانتصار الأفغان، حيث عاد الآلاف من هؤلاء المجاهدين العرب إلى بلادهم، فيما استقر البعض الآخر فى معسكرات داخل أفغانستان للمساهمة فى بناء الدولة الإسلامية الحديثة هناك، كما قام المئات منهم بشدِّ الرحال لنصرة إخوانهم المسلمين فى البوسنة والهرسك، الذين كانوا يتعرضون لاضطهاد الصرب والكروات، وكذلك رحل بعضهم للقتال إلى جانب إخوانهم فى الشيشان.

وكان للتطورات فى عالم الاتصالات (الانترنت) منذ مطلع التسعينيات دور كبير فى إيجاد قنوات سهلة وآمنة للتواصل بين هذه المجموعات المحسوبة على تيار السلفية الجهادية، حيث أصبحت موسوعتها المعرفية والحركية لها مواقع وأعلام، وغدا «محرك جوجل» هو المفتاح لكل أسرارها ووسيلة التواصل الآمن بينها.على الجانب تظهر أدلة كل يوم أن داعش صناعة أمبريالية وخاصة مع ما قدمته تسريبات الموظف السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكية إدوارد سنودن من أن الوكالة، وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية MI6 والموساد الإسرائيلى وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش». حيث تعاونت أجهزة مخابرات ثلاث دول هى الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لخلق تنظيم إرهابى قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم فى مكان واحد فى عملية يرمز لها بـ «عش الدبابير»؛ لأن الحل الوحيد لحماية إسرائيل يكمن فى خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة وجوده.

والجميع يعلم أن أبا بكر البغدادى خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام كامل تم تدريبه عسكريا خلالها على أيدى عناصر فى الموساد، بالإضافة إلى تلقيه دورات فى فن الخطابة ودروسا فى علم اللاهوت. وفى الحقيقة أن الأسلحة التى تنتجها الدول الكبرى المدافعة عن حقوق الإنسان، ليس لها طريق إما أن تباع إلى حكام مستبدين، أو أنها تقع فى أيدى جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، والأسلحة التى باعتها بريطانيا من قبل إلى البلاد التى مزقتها الحروب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انتهى بها المطاف فى أيدى قوات تنظيم داعش الإرهابى. والناس يموتون ويجرحون ويعاقون وتنتهك حقوقهم فى الحياة والكرامة، وتدمر ممتلكاتهم وأشياءهم بسبب وجود وانتشار هذا الكم الهائل من الأسلحة الصغيرة والمتوسطة والثقيلة، والأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية. حيث إن هناك الكثير من اللامبالاة فى عمليات تصنيع ونقل وبيع واستخدام الأسلحة.

 وبحلول العام 2020، سيتجاوز عدد القتلى والجرحى الذين يسقطون فى الحروب وأعمال العنف عدد الوفيات الناجمة عن أمراض قاتلة مثل الملاريا والحصبة. وهو ما يؤشر إلى عدم احترام القانون الدولى الإنسانى. وللأسف أننا مشاركون فى تلك الأكاذيب اليومية بتقاعسنا وتحولنا إلى لقمة سائغة للغرب بفشلنا؛ واعتمادنا الكلى عليه؛ وتحولنا إلى مخازن لأسلحته الموجهة إلى صدورنا.