رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

الحكومة تضحى بالشعب والشعب يضحى بالحكومة.. وكل منهما مؤمن أنه يقيم الشعائر الصحيحة ويطبق القانون، وأن كل واحد يضحى من أجل الآخر.. بينما الحقيقة أن كل واحد يذبح الثانى!

الحكومة تضحى بالشعب من أجل زيادة إيرادات الكهرباء، والبنزين والسولار والمياه.. ولا تريد أن تعرف أو يسألها الشعب من أين يأتى بثمنها. والشعب يضحى بالحكومة من أجل زيادة دخله وسد احتياجات منزله وأولاده.. ولا يريد أن تعرف الحكومة أو تسأله من أين يأتى بهذه الأموال!

والحكومة تضحى بالشعب عندما تسن سكاكينها الحادة على صغار الموظفين لتحصيل الضرائب، بينما كبار الممولين من رجال الأعمال يعرفون، والحكومة تعرف أيضاً، كيف يتهربون من دفع ضرائبهم ببراعة كمثل تهريب الخروف من الجزار!

والشعب يضحى بالحكومة بتدبير أموره بعيداً عنها وعن مرتباتها الهزيلة وهى تعرف أن الشعب كله يضع يده فى جيب الثانى بفتح الأدراج فى المكاتب الحكومية، وتفتيح الدماغ لإنهاء المصالح وللحصول على الخدمات، بدلاً من الطوابير الطويلة وفوت علينا بكره، لأن مدام عفاف بتولد!

والحكومة تضحى بالشعب فى مسألة التعليم ولا تريد أن تنفق جنيهاً زيادة فى تطويره، وترى أن الاستثمار فى تربية العجول أفضل من الاستثمار فى تربية العقول، وأن زيادة اللحوم أنفع من زيادة العلوم، واللحم فى الرأس أحسن من العلم فى الكراس!

والشعب يضحى بالحكومة بالإهمال فى العمل والإضرابات والاحتجاجات، وعدم الإجادة والتجويد فى الصنعة، وغياب الضمير، والغش فى كل شىء وأى شىء وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، والحياة بمبدأ نفسى ومن بعدى الطوفان!

والحكومة تضحى بالشعب فى حوادث السيارات والقطارات والعبارات والمعديات دون أن تفكر مرة واحدة فى أهمية دراسة هذه الحوادث للحد منها من خلال معرفة أسبابها، وبالتالى تطبيق وسائل وأساليب الأمان لعدم تكرارها وليس فقط لمعرفة الجانى أو لإثبات التهمة على المتهم!

والشعب يضحى بالحكومة فى الهروب من كل أنواع الرقابة.. على أسعار السلع والمنتجات، وفى تصنيع المواد الغذائية والصناعية والأدوية والأحذية.. وفى استخدام المبيدات القاتلة فى الزراعة، وحتى على المصنفات الفنية بترويج أسوأ أنواع الإبداع وأرخصها تحت مسمى للكبار فقط!

والحكومة تضحى بالشعب فى إطلاق كل هؤلاء الدعاة والوعاظ دون رقيب أو حسيب، والسماح بانتشار الأفكار الدينية المتطرفة، من أى دين، والتخاذل فى نشر الثقافة الرفيعة وقيمة المعرفة والعلم، وقيم الخير والحق والجمال!

ومثلما أخذنا من الإسلام مظاهره وليس جوهره.. تعاملنا مع الخروف باعتباره كبش فداء لكل خطايانا طوال العام.. ولم نعِ الدروس الإلهية العظيمة فى شعيرة الأضحى، ولم نسترشد بالسنة النبوية فى معانى التضحية والفداء.. واكتفينا بزيادة الدهون، وارتفاع الكوليسترول، وتصلب الشرايين.. وخسائر ملايين الجنيهات بشراء الخرفان التى فى النهاية تدفع حياتها ثمناً لمزيد من أزمات الحكومة والكثير من معاناة الشعب!