رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كارثة قطار الإسكندرية لن تكون الأخيرة.. وسوف تتكرر ليس فى قطاع السكة الحديد ولكن فى قطاعات خدمية أخرى . وقطاعات مهمة فى الدولة.. فليس كما يقال إن نقص التمويل أو قلة الإمكانيات أو عدم القدرة على تنظيم المرافق مثل مرفق السكة الحديد هو السبب فى الكوارث.

فالقضية هى عودة حالة اللامبالاة فى أوساط الموظفين وعادت كلمة «البلد بلدهم».. وعادت حالة الاستهتار بالآخر وحالة التمرد على القوانين، وهذه الحالة شاهدناها فى السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك عندما ظهرت شلة ابنه جمال وتحول جهاز الأمن إلى المهيمن على مقاليد كل شىء حتى عند تعيين فراش فى مدرسة، وأصبح هم كل مسئول فى الدولة إرضاء هذه الشلة ورضا أجهزه الأمن وما ارتبط بها من شخصيات عامة سياسية واقتصادية ورجال أعمال ومثقفين وفنانين وإعلاميين.

وكنا نعتقد أنه وبعد قيام ثورتين أننا تخلصنا من هذه الوجوه إلى الأبد، وأن قيادات جديدة ستخرج إلى النور تقود هذه الأمة، وكان الحماس يدب فى كل القطاعات فى الدولة، إلا أن عودة هؤلاء إلى الحياة العامة وصعودهم إلى مناصب دولية وإقليمية وثقافية و إلى الواجهة الاقتصادية والإعلامية أصاب الناس باليأس فى الإصلاح الذى كانوا يتوقعونه.

وزاد من هذه الحالة عودة رموز الفساد بعد التصالح معهم لفشل أجهزة الدولة فى استعادة الأموال التى نهبوها بالطرق القانونية الدولية خاصة لدى الموظف البسيط مثل عامل التحويلة أو سائق القطار الذى يرى بعينيه من سرقوا قوته يعودون إلى الساحة منتصرين مرحبا بهم إعلامياً وسياسياً.

وهو يرى أن رؤساءه جاءوا إلى مناصبهم لأنهم مقربون من جهاز ما أو يتبعون إحدي الشخصيات أو من المؤيدين بقوة بغض النظر عن خبراتهم أو إنجازاتهم التى حققوها.. ويرى عوده ظاهرة المتسلقين والمخلصتية تعود أمامه فى كل مكان وهى الشخصيات التى لا دور لها إلا مرافقة المسئول أينما حل دون أن يكون لها دور إلا إرهاب العاملين وإبعادهم عن المسئول.

فحالة اللامبالاة حالة أقوى من الإهمال لأن الإهمال قد يكون غير متعمد وحالة فردية لكن اللامبالاة حالة عامة تراها فى كل مكان حكومى تذهب إليه وتشاهدها فى كل المرافق الخدمية وعادت مقوله «على قد فلوسهم» وغيرها من العبارات التى كانت قد اختفت.

 فالفساد والتسلط والتحكم وعدم الاستعانة بالخبرات الحقيقية يهدران أى جهود تقوم الدولة للنمو والتقدم ويجعل أى قوه تريد الخير لهذا البلد أن تتراجع وتنزوى وتبقى فقط القوى التى تريد إسقاط الدولة فهى تنتعش فى ظل هذه الأجواء، ويكون سهل عليها التآمر على الدولة لأن المواطن خرج من اللعبة وعاد إلى موقع المتفرج لا يهمه ما يدور حوله ووقتها تكون السلطة فقدت عنصرا مهما فى المعركة مع قوى إسقاط الدولة.

فحادث الإسكندرية وقع لأن موظف التحويلة لم يكن موجوداً فى مكانه، وأن السائق لم يبلغ بتوقفه فى هذه المنطقة والسائق الآخر يسير بسرعه أعلى من المعدل كل هذا يشير إلى حالة اللامبالاة، وهى إشارة مهمة للسلطة فى مصر، فهذه الحالة موجوده فى كل مكان خاصة داخل دواوين الحكومة والهيئات الخدمية وإذا لم تعدل السلطات من سياساتها الإقصائية للغير وللخبرات الحقيقية وتظل تعتمد على الموالين لها من فسدة النظام القديم.. سنظل على الأقل فى مربع الكوارث الواحدة تلو الأخرى إن لم نذهب إلى مربع أخطر.