رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المثل الشعبي يقول (خذوا الحكمة من أفواه المجانين) والمقصود من هذا المثل، أنه ربما يصدر عن المختل عقليا ما قد يشبه الحكمة التي تصدر عن العقلاء أصحاب الرأي والفطنة وربما أفضل منها.

أقول هذا بمناسبة الأحداث التي مرت بها مدينة القدس مؤخرا، من اشتباكات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين الذين ذهبوا لإقامة الصلاة في الحرم القدسي، مما أدى الى وقوع شهداء واصابات واعتقالات بين صفوف الفلسطينيين. والبادي أن إسرائيل تتصرف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على اعتبار انها جزء من إسرائيل ومن حقها حمايتها بالطريقة التي تراها، والتصرف مع المقيمين فيها كيفما تشاء. وبالطبع وكالعادة، فإن المجتمع الدولي جلس متفرجا دون ان يحرك ساكنا أو ينطق بكلمة عتاب من تصرفات الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين، على اعتبار أن هؤلاء الفلسطينيين من حقهم إقامة الصلاة وشعائرهم الدينية في المسجد الأقصى دون رقيب أو حسيب.

وغني عن البيان، فإن الرئيس الراحل معمر القذافي - ومنذ ما يقرب من عشرة او عشرين عاما - وفي اعقاب احداث مماثلة لأحداث القدس الأخيرة، من اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، اقترح أن يعيش كلا الطرفين معا في سلام وفي دولة واحدة، تضم كافة الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية، ويطلق عليها دولة إسراطين، وهذه الكلمة تجمع بين إسرائيل وفلسطين. والغريب انه وقت صدور هذا الكلام هزأ الناس منه، واعتبروه صادرًا عن مختل عقليًا، لأنه لا يمكن قبول إلغاء دولة فلسطين أو تصور إلغاء دولة إسرائيل وجمعهما في دولة واحدة تسمى إسراطين.

ورغم تمسكنا جميعا بحل المشكلة الفلسطينية على أساس إقامة الدولتين على حدود ما قبل مذبحة 1967، الا أن هذا المطلب ومع مرور ما يزيد على الخمسين عاما على تلك المذبحة، فان هذا المطلب يبدو ان يكون شبه مستحيل، خاصة وان إسرائيل قد اقامت بالفعل مستوطنات إسرائيلية عديدة تقريبا على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي يصعب تصور قيام إسرائيل بهدم هذه المستوطنات، أو حتى تركها خالية للفلسطينيين. ومن هنا، ففي تقديري فإن العودة الى حدود ما قبل مذبحة 1967 يبدو أن يكون مستحيلًا.

وغني عن البيان ، ان جميع الدول الغربية بل والشرقية أيضا تقف الي جانب إسرائيل في كل ما تطلب، فليس خافيا على احد ان إنجلترا هي التي ذرعت إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط حتي تكون الحارس الأمين لها بالمنطقة، وبعد ان اشتد عود إسرائيل استحسن الغرب والشرق ان تكون إسرائيل الحارس لهم في منطقة الشرق الأوسط. وبالتالي صارت إسرائيل الحارس لكافة الدول الغربية والشرقية بمنطقة الشرق الأوسط، ومن المعروف ان الدول العظمي قد سمحت لإسرائيل بامتلاك القنبلة الذرية منذ عشرات السنين حماية لها ولكل من يفكر في الاعتداء عليها.

وعلى ذلك، فإني أشك كثيرا في أن إسرائيل سوف تعود الى حدود ما قبل سنة 1967، كما أنني اشك أيضا انها ستقبل بوجود دولتين، اللهم إن كانت دولة فلسطين مقسمة الى جزيرتين منعزلتين، هما قطاع غزة بقيادة حماس ورام الله بقيادة منظمة فتح. وعلى ذلك فإنني أتصور أن اقتراح الراحل معمر القذافي الذي طالب فيه بأن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في سلام في دولة واحدة يكون هو الأفضل لكلا الجانبين، بدلا من الخلاف والتناحر بينهما طوال السنين الماضية. وبهذا يتحقق المثل الشعبي القائل (خذوا الحكمة من أفواه المجانين).

وتحيا مصر.