عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أثار التقرير الذى أصدره المجلس القومى للمرأة منذ أيام حول صورة المرأة فى دراما رمضان والإعلانات، جدلاً كبيراً. وجاء التقرير فى وقت مختلف عن كل عام؛ لأنه الآن وجدت هيئة ضابطة للإعلام المرئى والمسموع والمكتوب، وهى التى يجب عليها التحرك للحد مما حدث فى الشهر الفضيل.

ففى هذا الشهر وجدنا مصر مختلفة عن ما نحن فيه، مثقفوها يعتقدون فى الجن والعفاريت، وشعب يعشق العنف، شعب بلطجى بطبعه كما رأينا فى المسلسلات.

دراما تشجع على الدجل والشعوذة وتبرر الإرهاب واحتجاز رهائن فى مستشفى شعب، ورأينا فى رمضان أننا شعب مدمن مخدرات وخمر، كانت البلطجة سيدة الموقف، والعنف هو السائد، حتى أن هناك مسلسلاً أصيب بطله بالرصاص 3 مرات ولم يمت.

القضية أن الدراما فى مصر خرجت من طورها أنها كاشفة لعيوب المجتمع إلى أنها تشجع الناس على ارتكاب هذه العيوب، فدورها الرقى بذوق الناس خصوصاً من لا يجيدون القراءة والكتابة.

 ورغم تحفظى على الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية والإبداعية، ومع حرية الإبداع والتفكير، إلا أننا فى مجتمع يجب أن نربى بداخله القيم الإيجابية، وحب العمل، ومكافحة الفساد والعنف وإعمال العقل فى التفكير خاصة أننا دولة خرجت من أيام عصيبة، وما زالت تواجه أياماً أخرى والدراما والسينما لهما دور مهم فى تحفيز الهمم لعبور هذه الأيام.

وصناع الدراما من مؤلفين ومنتجين وفنانين عليهم التزام أخلاقى نحو المجتمع ونحو هذا البلد لتقديم صورة جيدة حوله، وهذا ليس إلزاماً قانونياً؛ لأننا ضد تكبيل الإبداع بأى نوع من أنواع القوانين، ولكن مع الاتفاق على ميثاق شرف إخلاقى يضعه المعنيون بالأمر من صناع الدراما ومن النقابات المعنية مثل نقابة الممثلين والسينمائيين والإعلاميين واتحاد الكتاب وغرفة صناعة السينما وغرفة صناعة الإعلام وممثلين عن المجتمع، ويكون المجلس الأعلى للإعلام هو الداعى لكل هذه الفئات لوضع ميثاق شرف أخلاقى يتم فيه التأكيد على عدد من القيم الأخلاقية نحو المجتمع من أجل تقديم دراما وسينما نظيفتين خاليتين من الخمر والسجائر والعنف والدجل والشعوذة والجن والعفاريت، نريد دراما تقدم نماذج إيجابية من السيدات وليس كما يقدم الآن من صور سلبية، نريد دراما تقف بعنف ضد الإرهاب ولا تبرره تحفز الناس على الإنتاج لا على الفهلوة والنصب.

 ويكون دور المجلس الأعلى للإعلام هو المرصد لما يقدم من أعمال طوال العام، ويرصد مدى التزام الصناع بهذه القيم الواردة فى الميثاق مع ضمان حرية الجميع فى الإبداع وإبداء الآراء وممارسة حرية النقد للواقع والمؤسسات دون قيود أو تخويف أو تخوين.

 فالعالم كله يعمل على رفع القواعد الأخلاقية على القواعد القانونية؛ لأن القيم الأخلاقية تنبع من داخل الشخص ومن أبناء المهنة أو الصنعة، أما القوانين فهى مفروضة من قبل السلطات، والتى دائما تبحث عن حماية الموجودين على رأسها وأعضائها من النقد ولا يهمهم المجتمع وبأى صورة يظهر عليه فى الدراما، المهم ألا تمس هذه الأعمال ما يعرف بالخطوط الحمراء، ومن أجل هذا تم الإبقاء على الرقابة السابقة على الأعمال الفنية لحماية من فى الحكم.

حان الآن عمل ميثاق أخلاقى لصناع الدراما والسينما يضعونه هم بأنفسهم مع ممثلى المجتمع، وأن يتم دعم المرصد لنتفق على القيم التى يجب أن نلتزم بها طواعيةً وبعيداً عن مقص الرقيب.