رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

كله كوم.. ورغيف العيش كوم تاني خالص.. لهذا نحذر وننذر من المساس برغيف العيش.. لأنه مسمار المعدة.. وعماد مائدة الفقير!

فعندما قررت وزارة التموين.. صرف خمسة أرغفة لكل فرد فى الأسرة.. وقالت إن ذلك تم بناء على دراسة احتياجات الفرد.. من رغيف العيش.. قبلنا ذلك على مضض.. رغم عدم اقتناعنا.. لأننا نعرف وندرك أن المواطن الصعيدي مثلاً.. لا تكفيه ثلاثة أرغفة فى الوجبة الواحدة!

خاصة مع التخفيض المستمر.. فى وزن الرغيف وحجمه.. من قِبل وزارة التموين.. حتى أصبح لا يحتوي.. إلا على عدة لقيمات قليلة!

خاصة وأن مائدته غالباً خاوية من كل طعام.. إلا رغيف العيش.. أما «الغموس» فحدث وﻻ حرج.. فقد تقتصر الطبلية.. أو المائدة الصعيدية على قطعة جبنة قديمة.. وطبق عسل أسود.. أما لو كان عليها بيضتان أو ثلاث.. فتبقى العيشة هنا!

والله أقول هذا بناء على معرفة أكيدة.. بأهالينا فى صعيد مصر.. وحالة الفقر والضنك.. التى يعيشونها.. لهذا يظل رغيف العيش هو الزعيم.. وهو القائد على الطبلية الصعيدية!

خاصة وأن الأرز غير معهود عليها.. ويظل استثناء اللهم إلا في حالة وجود «الزفر».. أى اللحمة.. وهي نادرة الوجود.. بعد تجاوز أسعارها حاجز المائة والثلاثين جنيهاً.. حتى أصبحت من النوادر.. كالغول والعنقاء والخل الوفي!

لذلك عندما تقول للصعيدي: نحن سنصرف لك أربعة أرغفة فقط.. وخذ بالباقي نقاطاً سلعية.. فنحن نظلمه أيما ظلم.. لأنه سيضطر لشراء الرغيف الخامس.. وربما السادس والسابع.. بالسعر الحر وهو خمسة وثلاثون قرشاً للرغيف.. بدلاً من خمسة قروش!

أما في محافظات الوجه البحري.. فمن عادة الناس الاعتماد على الأرز.. ومن هنا قد تكفيهم الخمسة أرغفة فى اليوم!

إذا المطلوب هنا.. زيادة كمية الأرز لمواطني بحري.. ولو على حساب الرغيف.. لأن الأرز هو عماد المائدة لديهم!

لهذا أرى أن تتوقف الحكومة.. ووزيرها «مصيلحي».. والذي لا يحمل معه منذ أن جاء للوزارة أى إصلاح.. ولكن كل قراراته ضد المواطن الفقير.. حتى انه تقريباً رفع أسعار كل السلع فى بطاقة التموين.. حتى وصل كيلو السكر فيها إلى عشرة جنيهات!

نحذر هذه الحكومة من المساس برغيف العيش.. لأنه باختصار عماد مائدة الفقير.. ولن يتحمل أى مساس به.

أما المقتدر فمائدته عامرة.. لذلك قد تنتهي الأسرة.. من تناول طعامها دون أن تمتد أياديهم لرغيف العيش.. لأن كثرة أصناف الطعام وتنوعها.. تلهيهم عن رغيف العيش!

لذلك على الحكومة.. أن تبحث فى دفاترها عن أى أوجه توفير أخرى للدعم.. بعيداً عن رغيف العيش.. لأنه قد يكون بمثابة طرف المفجر..الذى يفجر القنبلة إذا ما وصلته أى شرار!

ابحثوا عن أى وسيلة أخرى للتوفير غير العيش.. ولا تتحججوا بسرقة الدعم فى الدقيق.. لأن خمسة أرغفة بالكاد تكفي المواطن.. فما بالكم لو أصبحت أربعة!

وقد تأتوا بعد شهور.. وتخفضونها أيضاً الي ثلاثة.. وهكذا ستقلبون حياة الناس إلى جحيم.. بعد أن يتعذر عليهم العثور على العيش الحاف!

وأظنكم لم تنسوا أحداث يناير 77.. والتى أطلق عليها الشعب انتفاضة الخبز.. بينما أطلق «السادات» عليها انتفاضة الحرامية.. فقد اشتعلت الدنيا ناراً.. لمجرد المساس برغيف العيش! ونحن أحرص من هذه الحكومة المفترية.. على استقرار أمن وأمان هذه البلاد.. لذلك نحذركم وننذركم أيضاً.. إياكم ورغيف العيش.. العبوا بعيداً عنه.. حتى لا تلعبوا فى عداد حياتكم!