إشراقات
فجأة وجدت فى الشارع.. خناقة حامية الوطيس!
مجموعة من الشباب مفتولى العضلات، أولهم شاب زى الرجل الأخضر تماماً، واضح من شكله ورسمه إنه أمريكى الجنسية!
تحلقوا جميعًا حول شاب مريض هزيل منهك.. وانهالوا عليه بالضرب المبرح، حتى حطموا عظامه ونزف الدم من كل حتة فى جسمه.. وسقط منهم على الأرض، يتلوى من الألم، ويستغيث فى وهن وضعف، وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة!
كل ذلك والناس واقفة، وﻻ أحد يريد التدخل لإنقاذ الفتى من بين أنياب الذئاب المتوحشة التى تفتك به فتكاً، وكأنهم لا يريدون إلا شيئاً واحداً وهو إزهاق روحه!
دون أى ذنب اقترفه الفتى، أو جناية ارتكبها فى حق أحد هؤلاء الوحوش!
تدخلت على الفور، وانتزعت الشاب المريض من بين أيديهم انتزاعاً، وخلصته منهم بصعوبة شديدة!
وهنا أخذته، بعيدًا عنهم وسألته.. إيه اللى أهانك بالشكل ده يا بنى.. وخلاك طيشة لأولاد الحرام دول؟!
رد والدموع تتساقط من عينيه أنهاراً.. أهلى وناسى همه السبب فى بهدلتى كده، ومسح كرامتى بالشكل ده، وخلونى ملطشة للى يسوى واللى ما يسواش يا بيه، وكأننى ابن حرام مش ابنهم ومن صلبهم، وربنا هيحاسبهم على إهمالى، وقلة قيمتى، وحقارة شأنى بين أقرانى!
احتضنته برفق، وسألته عن اسمه وعنوانه.. فأجابنى بكل انكسار وذل.. اسمى.. «جنيه مصرى.. وعنوانى البنك المركزى.. وسط البلد»!
معجزة علمية.. فى حى العجمى!
درسنا ونحن صغار عن صفات الماء.. أنها بلا لون.. أو طعم.. أو رائحة!
الآن حى «العجمى» بالإسكندرية.. حقق إعجازاً علمياً غير مسبوق.. فقد كذب هذه الحقيقة العلمية.. وأثبت أن الماء له لون وله طعم وله رائحة أيضاً:
- فأما اللون.. فلون الزفت!
- أما الطعم.. فطعمه مقزز!
- أما الرائحة.. فهى بصراحة.. أشبه برائحة السيد «رئيس الحى»!
نعمة.. الابتلاء!
فى حياة كل واحد فينا «مأساة» كبرى.. قد تكون ابتلاء فى الزوجة أو الولد أو الأقارب أو الصحة أو المال!
والغريب أن كل واحد فينا.. ينظر إلى مصيبته وما ابتلاه به ربه.. على أنه أكبر مصيبة فى الدنيا.. وقد يشعر بأنها نهاية العالم.. وهو لا يعلم أنها قد تكون البداية الصح.. التى اختارها له الخالق البارى!
لكن من نعم الله علينا -أيضًا- ورحمته بنا.. أن كل واحد فينا إذا نظر إلى مصيبة غيره.. هانت عليه مصيبته!
اللهم لك الحمد.. فى السراء وفى الضراء.. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.. يا أرحم الراحمين.. يا رب العالمين.