رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أسعدنى أن اقرأ تصريحات لمسئول عن قناة فضائية خاصة تكشف عن رفضه للظاهرة التى دمرت الإعلام المصرى، وهى هيمنة «الإعلان» على «الإعلام».

التصريحات نشرتها جريدة «الشروق» 12/7/2017، وصاحب التصريحات هو الإعلامى نشأت الديهى الذى أشار إلى أن قناة TEN ليست كغيرها، فهى قناة تحمل رسالة تنويرية، وأكد سيادته أنه لن يتعاقد مع أية وكالة إعلانية قبل أن يتم إطلاق جميع البرامج وتتخذ القناة شكلها النهائى، حيث إنه لن يكون مسمومًا بالمرة أن تتدخل الإعلانات فى المحتوى البرامجى.

نقلت نص تصريحات السيد نشأت الديهى لأننى أراها تصريحات بالغة الأهمية تبشر بأننا أمام قيادة إعلامية تحترم مهنة الإعلام وتدرك أهمية النشاط الإعلامى وتعى تمامًا أسباب التدهور الذى أصاب الإعلام المصرى نتيجة لهيمنة الإعلان على المحتوى الإعلامى.

وهنا أناشد مالكى قناة TEN أن يمنحوا هذه القيادة الواعية فرصة كافية ليثبت أن التعامل مع الإعلان يجب أن يظل فى إطار عدم السماح للإعلان بالتدخل فى المحتوى البرامجى تحت أية حجة، وتحت ضغط الإغراءات المادية التى دمرت الإعلام المصرى.

وأذكر مالكى هذه القناة بتجربتهم القاسية والفاشلة عندما سلموا قيادة القناة لأحد المسئولين عن وكالة إعلانية وكانت النتيجة مأساوية، فقد فقدت القناة مصداقيتها وانصرف المشاهدون عنها وتحولت القناة التى أنشئت تحت مسمى «التحرير» من قناة تقدم خطابًا إعلاميًا راقصًا لكل تعصب وتطرف، متبينًا مواقف حاسمة وواضحة ومنحازة للحريات ولكل خطاب تنويرى.

فشلت التجربة رغم الملايين التى أنفقت للترويج لها فى ثوبها العبثى الذى تحولت إليه بفضل سيطرة وكالة الإعلان.

مرة أخرى أناشد مالكى القناة ألا يتعجلوا الحكم على التجربة الجديدة والمحترمة التى يقودها السيد نشأت الديهى وأن يمنحوا الرجل فرصة زمنية معقولة ليثبت أن رفضه لسيطرة الإعلان ربما كلف القناة بعض الخسائر أول الأمر، لكننى على ثقة بأن التجربة إذا تم منحها فرصة زمنية مناسبة سوف تحقق نتائج باهرة ليس فقط على مستوى الاحترام المهنى بل حتى على الصعيد المادى.

لقد سئمت الجماهير من هيمنة الإعلانات التى حولت القنوات الفضائية إلى مجرد قنوات للدعاية والإعلان، أما الخطاب الإعلامى فتوارى خجلًا فى هذه القنوات ليصبح مجرد لقطات ممزقة ومتناثرة لمواد إعلانية تتدفق طوال فترات البث وخاصة فى الفترات الأكثر مشاهدة.

وأؤكد أن هذه الجماهير مستقبل بأعداد هائلة على أية قناة تحترم المشاهد فتقدم خطابًا إعلاميًا محترمًا لا يمزقه ويدمره الإعلان بل يأتى الإعلان على هامش الخطاب الإعلامى بالطريقة والمدة التى لا تطفى على الخطاب الإعلامى وتشوهه.

يبقى أن أطلب من القيادة الجديدة لهذه القناة أن تتخذ الإجراءات التى تسمح للقناة باسترداد الاسم الذى بدأت به وهو «قناة التحرير» الذى غيرته وكالة الإعلان عندما استولت على القناة لتطلق عليها هذا الاسم الجديد TEN.

اسم التحرير كان له رنين خاص، فقد أنشئت هذه القناة واختار منشئوها اسم «التحرير» الذى احتل فى نفوس الجماهير منزلة خاصة باعتباره رمزاً لثورة يناير التى جعلت من ميدان «التحرير» رمزًا لثورة رائعة.

وأعتقد أن من فكر فى تغيير هذا الاسم الرمز لم يفعل ذلك عبثاً، لكنه فعل ذلك حتى لا يظل هذا الاسم يتردد مذكرًا الجماهير بهذا الرمز الثورى.

أعيدوا اسم «التحرير» للقناة فى عهدها الجديد الذى يحمل بشارة بتغيير حاسم فى توجهات هذه القناة ينقذها من الهاوية التى سقطت فيها تحت قيادة وكالات الإعلان، يبقى أن أشد على يد السيد نشأت الديهى، وأن أطمئنه إلى أنه اختار المسار الصحيح وأن القناة بتوجهها التنويرى الذى حدثنا عنه ستحقق نجاحات مؤكدة وآمل ألا يتعجل مالكو القناة فى الحكم على التجربة الجديدة وأن يمنحوها الفرصة الزمنية المناسبة فسوف تحقق القناة من أول لحظة احترامًا مهنياً، مؤكدًا وهذا وحده مكسب له قيمته، كما أن هذا الكسب المعنوى والمهنى سوف يحقق - إذا استطاع الصمود - أرباحاً مادية معقولة.