رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

اسكت يابابا.. حاضر يابابا.. وبعدين معاك.. لو ماسكتش حاعرف شغلى معاك، ايوه حاعاقبك عقاب شديد. انت عارف أنا حأعمل إيه، ايوه فيه ضرب، وحرمان من المصروف وما فيش خروج لمدة شهر. وهكذا تعيش الأسرة التى تبتلى بطفل مناكف مشاكس غير سوى مع مثل هذه المفردات طوال الوقت، على أمل أن تتمكن يوما من إصلاح سلوك هذا الطفل الذى لا يشبه فى تصرفاته وأعماله أيا من باقى أطفال الأسرة، فهو يستخدم العنف والتخريب فى كل تصرفاته، ويستأثر بكل الألعاب والحلويات لنفسه، ويستمتع بحرمان باقى أطفال الأسرة منها. وعندما يقوم الكبار بمعاقبته ولو بأخف أشكال العقاب، نجده وقد ملاء الدنيا صراخا ونحيبا حتى يضطر الكبار الى رفع الراية البيضاء والكف عن معاقبته. ويكبر الصبية ممن هم على هذه الشاكلة، وتبقى أعمال السوء التى شبوا عليها ملازمة لهم، وربما تزيد فى حدتها مع اكتسابهم لأعمال شريرة من مخالطة أقران السوء.

ومثلما يوجد أطفال ينغصون على أسرهم حياتها، فإن هناك دولا وحكاما يحلو لهم اتخاذ طرق معوجة فى إدارة شئون الحياة، ويتمردون على المجموعات التى ينتمون إليها، محبذين صحبة الأغراب والعمل بكل همة فى نسج المؤامرات ضد أخوتهم وأبناء عمومتهم. والمثال الصارخ لمثل هذا النمط من الحكام والدول نجده مجسدا فى قطر وحكامها على مدى سنوات طويلة. فهم يعملون جاهدين على شق الصف العربى ويبذلون كل جهدهم للتدخل فى شئون غيرهم.

وحياكة المؤامرات طوال الوقت لإحداث الفتن والاضطرابات داخل دول الأشقاء. ومثلما يحدث مع الأطفال، فإن حكام قطر يظنون أن ما يقترفوه فى الظلام سوف يخفى على الآخرين، وبذلك فإنهم سوف يأمنون من العقاب. ولكن ظنونهم دائماً ما تكون خائبة، وكل أعمالهم الصبيانية مكشوفة ومفضوحة أمام الجميع. وكانت آخر فضائحهم ما كشفته هذا الأسبوع شبكة CNN الإخبارية التى نشرت مجموعة من الوثائق شملت اتفاق الرياض لعام ٢٠١٣، وآليته التنفيذية. واتفاق الرياض التكميلى عام ٢٠١٤. وقد أكدت مصر والسعودية والإمارات والبحرين أن هذه الوثائق التى نشرتها CNN تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها وانتهاكها ونكثها الكامل بما سبق أن تعهدت به. ولكن متى كًان للصغار التزام بالوفاء بوعود أو تعهدات سابقة؟

وكانت قطر قد تعهدت فى الاتفاق الذى وقعت عليه مع بقية دول مجلس التعاون الخليجى، بعدم التدخل فى شئون بعضها الداخلية، وعدم دعم الجماعات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان. ونتيجة لانتهاك قطر لاتفاقها الموقع فى الرياض أن قررت حكومات مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع قطر بعد أن تأكدت من أن الدوحة تواصل التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتعمل على بث الفوضى فيها وتمويل المنظمات الإرهابية. وككل الصبية المشاكسين، فإن حكام قطر اختاروا طريق المكابرة والعناد بدلا من أن يسلكوا الطريق القويم الذى يتمثل فى الاعتراف بجرمهم وتعديل هذا المسار المعوج الذى سينجم عنه الأذى للجميع. وقد تمادت فى السير فى طريق العناد إلى درجة أنها تحدت قرار الدول الأربع بمقاطعتها وهددت هى بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجى إذا لم يرفع الحصار عنها. غن الطريق الذى سارت فيه قطر يوضح بكل جلاء انها قطعت فى طريق التآمر والدسائس شوطا طويلا، وأنها تورطت فيه إلى أبعد مدى، وربما وصلت فيه إلى الدرجة التى يصعب معها التراجع والسير فى الطريق القويم. لقد راهنت قطر، الدولة الخليجية العربية على القوى الخارجية الأجنبية من الولايات المتحدة ومن تركيا وإيران لتوفير الحماية لها من الدول الشقيقة فى الخليج. ويا له من فكر طفولى ساذج. فمتى كانت الذئاب حراسا للغنم؟