رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

التزمت وسائل الإعلام العالمية الصمت تجاه العمليات الإرهابية الأخيرة التى وقعت ضد المسلمين فى ولاية فرجينيا الأمريكية، وفى العاصمة البريطانية لندن وبعض العواصم الأخرى. لم يخرج علينا المتشنجون الذين يلطمون الخدود ويشقون الجيوب عند وقوع أى جريمة يكون الجانى فيها مسلما أو عربيا.. التزم هؤلاء الصمت وتعاملوا مع الأحداث الأخيرة بكل هدوء ولم يعيروها أى اهتمام.. كل هذا لأن الضحية مسلمون وعرب.

لم تكن عملية قتل" نبرة محمود «الفتاة المصرية التى تعيش فى الولايات المتحدة مجرد عملية قتل عادية ولا حتى حادث إرهابى مجرد وإنما هى جريمة إرهابية حركتها دوافع عنصرية متجردة من كل معانى الانسانية.. كل هذا تجسد فى جريمة واحدة.. وذلك لأن الإرهابيين ارتكبوا جريمتهم البشعة على أساس عنصرى حيث قرروا التخلص من الفتاة المصرية لأنها مسلمة عربية لا أكثر ولا أقل.. وارتكبوا جريمتهم البشعة عقب خروج الفتاة من المسجد عقب آدائها لصلاة التهجد وتوجهها إلى أحد المطاعم لتناول وجبة السحور.. كما أن الجريمة اقترنت بالخطف والتنكيل بالجثة وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الانسانية.. إنه الإرهاب الأسود الذى تحركه العنصرية البغيضة التى تنامت ضد المسلمين فى الغرب خلال الفترة الأخيرة.

ولم تكن عملية لندن التى وقعت عقب صلاة التراويح فى أحد المساجد الواقعة شمال المدينة بعيدة عن جريمة فرجينيا.. فالعملية الارهابية التى وقعت فى العاصمة البريطانية حركتها دوافع عنصرية بغيضة وأيضا تجرد مرتكبها من أدنى معانى الانسانية.. فقد توجه بسيارته إلى المسجد وانتظر المصلين أثناء خروجهم من صلاة التراويح ودهسهم بسيارته وقتل أحدهم وأصاب تسعة آخرين.

هذا هو الإرهاب.. وهذه هى العنصرية البغيضة.. ولن يفيد الصمت المريب..

كنت أتمنى أن أسمع من السيد ترامب أو السيدة ميركل وغيرهم تعليقا واحدا ولو من باب تجميل الصورة.. لماذا لم يتحدث ترامب أو غيره عن ضرورة عقد مؤتمر دولى لمحاربة الإرهاب الجديد الذى بات يهدد استقرار العالم.. لماذا دفنوا رءوسهم فى الرمال وكأن شيئا لم يكن.. ألم يدركوا بعد أن خداعهم وكذبهم حول داعش أصبح مفضوحا وأنهم هم من أسسوها ومولوها تحت رعاية وتخطيط إسرائيلى والدليل هو التصريح الأخير الذى صدر من وزير الدفاع الإسرائيلى السابق الذى قال فيه ان داعش اعتذرت فى الحال عن عملية وقعت بالخطأ تجاه الأراضى الاسرائيلية.

لقد أثلج صدرى بيان الأزهر حول العملية الارهابية التى وقعت فى فرجينيا وشعرت أن هناك صوتا يدافع عن المسلمين والعرب ويقول إن دماءهم ليست مستباحة وأن محاولات التهوين من هذه الجرائم لن يغير من طبيعتها الارهابية.

الآن أصبحنا أمام سياسة الكيل بمكيالين.. فالجريمة التى يرتكبها مسلم عربى يعقبها شيطنة العالم ضد الإسلام والمسلمين والعرب جميعا.. أما الجريمة الارهابية التى يرتكبها أمريكى عنصرى أو بريطانى أو ألمانى فإن الأمر لا يعدو كونه مجرد خطأ لا يستحق التعليق.

إن الإرهاب الجديد بات يهدد العالم وفى رأيى أنه أخطر من إرهاب داعش.. لأن الإرهاب الداعشى يمكن القضاء عليه فى أى وقت فالذين صنعوه يمسكون بالريموت فى أيديهم.. أما الإرهاب الجديد فسيحرق الجميع لأنه خارج السيطرة ولا يملك أحد أن يوقفه.