رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

الوطن ليس أرضًا أو مكانًا نعيش عليه منذ ولادتنا أو ندفن بترابه عندما يأتي أجل الانسان والوطن هنا هو مصر... مصر الوطن العميق ...  ويفسر هذا المعنى  د. جمال حمدان فى كتابه الخالد «شخصية مصر» - دراسة فى عبقرية الزمان والمكان – هو تعانق بين الجغرافيا والتاريخ، حيث يصبح التاريخ ظل الإنسان على الزمان وتصبح الجغرافيا بصمة الإنسان على المكان.

 وهكذا نجد أن مفهوم الوطن هو عبارة عن الحضارة وإبداع الانسان عبر القرون ولولا حضارة الفراعنة ما كنا قد عرفنا قيمة الهرم وأسراره، وأرى أن الوطن مشاعر لا يقدرها إلا من تغرب عن وطنه وهذا يفسر لنا لماذا يبكى البعض عندما يعود الى ارض وطنه ويقبلها ويتعطر بعطر ثراه؟ ومن يعرف قيمة ومعنى الوطن تتولد لديه طاقة إيجابية تدفعه للتفاؤل والعمل والانتاج رغم المشكلات والأزمات. ويسعي جاهدًا للمحافظة على تراب هذا الوطن و خاصة وطننا الذي لا يناظره وطن ..وتكمن  قيمة الوطن في أنك تجد فيه العدالة أكثر من أي مكان آخر حتى لو نقصت قليلا. قيمة الوطن أنك تجد فيه الحب أكثر من أي مكان آخر، وعندما يخلو الوطن من الحماية والعدالة والحب، يصبح المواطن غريبًا ومهددًا.

و ننتقل الى ماذا تعني  كلمة وطن؟  وتكون الإجابة: 

إن الوطن في معناه الأسمى، ليس فقط مجرد بعض من الكيلومترات المحدودة، التي نعيش في أرجائها، ولا هو بمكان المولد، والنشأة، وبالطبع معناه لا يتحقق، في مجموعة الأوراق الرسمية، التي تحمل شعار الدولة. 

لنعد مرة أخرى لسؤالنا ، والذى أعتقد أن إجابته قد باتت واضحة، وبالرغم من ذلك، فمازال الكثير منا، يتشدق بكلمة الوطن، دون حتى أن يعرف معناها، وأبلغ دليل على ذلك أننا، لو دققنا النظر، لوجدنا أننا للأسف قد انقسمنا، على أنفسنا، وهذا ما يدفعنا، دون أن ندرى لأن نتحسر، ونتندّر، على أيام أطلقنا عليها.. أيام الزمن الجميل ، رغبة منا في عودتها مرة أخرى، لأن أيامنا الحالية، لم تعُد جميلة بالمقارنة بذلك الزمن الجميل.  ذلك الزمن الذى كان الجميع فيه يحب بعضهم بعضا، دون النظر إلى دين، أو انتماء سياسي . أما الآن فأصبح كل من ينتمى، لفكر أو اتجاه، أو انتماء معين، لم يعد يقبل بغيره، وأصبح كل من يختلف، مع فكر الآخر، هو مجرد خائن للوطن !! لماذا لم يعد البعض منا يقبل بالآخر مهما اختلف معه؟

بالطبع إنني أتحدث عن الفكر السوي البنّاء، لا الفكر المتخلف الهدّام، أو الفكر الإرهابي فمثل هذا الفكر يدمر الأوطان، ويلقى بثقافات العصر الحديث، إلى هوة سحيقة، تعود بنا إلى ثقافات العصر الجاهلي.

إننا لم نتجاوز أزمة العدوان الثلاثي.. ولم نصمد في نكسة 67 .. ولم ننتصر في حرب 73 .. إلا بشيء واحد ..الحب .. الذى بدأ يتلاشى من بيننا، فأصبح هذا هو حالنا، لذلك لم يعُد غريبًا أن تجد من يحلم بالهجرة بعيدًا عن مصر، ولا عجيبًا أن تجد من هاجر، يقبل بفكرة العودة، لأحضان الوطن مرة أخرى، وآخر يقول لك، إنه لم يعد يشعر بأي انتماء لهذا البلد.

القضية هى نحن .. فإذا لم يعد الحب يجمع بيننا مرة أخرى، وإذا لم يحترم كلٌ منا الآخر، وإذا لم يصبح الوفاء، هو السمة الغالبة في تعاملاتنا مع بعضنا البعض.. فلن ينجح السيسي، ولا ألف سيسي، ولا حمدين، ولا مليون حمدين، في النهوض بهذا الوطن أبدًا، إذا ما قدر لأى منهما، أن يقود دفة الأمور في البلاد .

إن قيمة الوطن تُقاس بمقدار الحب الذى يجمع بيننا .. وأسمى معنى لكلمة وطن يتجسد في كلمة واحدة .. الوفاء .

والآن حان الوقت، لكى يسأل كلٌ منا نفسه ..أين نحن من قيمة هذا الوطن ؟