رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

 

كانت ومازالت أغنية صفاء أبوالسعود العيد فرحة علامة مميزة لفرحة المصريين بالعيد واشتهرت عبارة سعدنا بيها بين الناس والأطفال بصفة خاصة باسم سعد نبيهة وبقي الأطفال والكبار يتساءلون من هو سعد نبيهة هذا الذى تغنى له صفاء ويشارك الناس فرحة العيدين الصغير والكبير كل سنة وكانت إعلانات التليفزيون فى ليالى رمضان فى ذلك الزمن الجميل فرحة كبيرة ينتظرها الأطفال والكبار على القناتين الأولى أو الثانية بفارغ صبر قبل الفوازير وما أدراك ما الفوازير حيث نيللى وشريهان وفطوطة وأيضا المسلسلات ويتغنون بها وكانت هذه الاعلانات لا تعتمد مطلقا على نجوم التمثيل والغناء الذين كانوا يعتقدون وقتها ان المشاركة فى الاعلانات عيب و تقلل من نجوميتهم فى أعين جمهورهم، وأذكر أن أول نجم شارك فى اعلان كان الفنان الراحل حسن عابدين سر شويبس ثم توالت مفاجآت اعلانات رمضان بصفة خاصة بانطلاق الفضائيات بمشاركة نجوم كبار بحجم يسرا وليلى علوى وعمر الشريف بل وصلت الأمور حد السفه وأصبح كبار النجوم يتهافتون على الاعلانات ويتسابقون للظهور فى برنامج رامز من أجل حفنة دولارات ويمثلون علينا أنهم شربوا المقلب وتفاجأوا يا حرام وكانوا حيموتوا من الخضة.

وبقيت إعلانات زمان محفورة فى قلوب من شاهدوها وسمعوها وكانت الرسوم المتحركة إبداعا إعلانيا وفنًا رفيعًا  كما كانت أغانى وكلمات وألحان  ورقصات واخراج هذه الاعلانات بهجة للمشاهدين ربما أكثر من المسلسلات أو المباريات التى كانت تذاع بعدها، وأذكر أن كلمة فقرة اعلانية الشهيرة كانت إيذانًا ببدء فاصل من المتعة والبهجة والترفيه لكل أفراد العيلة ولم يكن هناك هذا الإلحاح الممل الغبى للاعلان ولم يكن هناك ريموت كونترول نهرع إليه للانقاذ من هجوم سخافة الاعلانات.

والحقيقة أن هناك استسهالا واستهبالا فى اعلانات رمضان هذا العام والعام الماضى وما قبله والحكاية أصبحت بدون فن حقيقى إلا ما رحم ربى فقط هناك خلطة مضمونة وسهلة وهى مجموعة ممثلين أو مطربين أو ممثل نجم وخلاص وغنى على الناس، وانظر مثلا الى أى فاصل اعلانى تجد منافسة شرسة ليس فى جودة الاعلانات انما فى حجم وعدد النجوم سواء كانوا مصريين أو أجانب نجوم كرة قدم أو نجوم سينما أو غناء ورأينا أحمد عز وماجد الكدوانى وليلى علوى ومحمد رمضان وأصالة وتامر حسنى وشيرين ومحمد هنيدى وغادة عادل وكريم عبدالعزيز وطبعا كندة وعمرو وهلم جرا. 

وقد يكون هناك عدد قليل من الاعلانات به فكرة جيدة أو اخراج متميز ولكن يبقى الاعتماد على النجوم هو الأساس وهذا التوجه ينذر بكارثة حيث سيزداد عامًا بعد آخر لجوء الشركات الى النجوم وتصبح بورصة النجوم مرتبطة بإعلانات رمضان وبالطبع ليس هذا فى صالح المنتج ولا المستهلك ولا الفنان لأنه يمثل تكلفة اضافية يتحملها المنتج أو مقدم الخدمة ويتم تحميلها فى النهاية على المستهلك الأخير. 

إلى جانب تكلفة اذاعة الاعلان خاصة اذا علمنا أن سعر الثانية الواحدة وقت المسلسل أو برنامج رامز أكثر من 5 آلاف جنيه يعنى الدقيقة تصل الى300 ألف جنيه والحسابة بتحسب وبإحصائية بسيطة تجد أن برنامج رامز مثلا حقق اعلانات من جيوب الناس عبر شركات المحمول والغسالات والثلاجات والبوتاجازات والموبايلات والتكييف وغيرها تزيد على نصف مليار جنيه طوال شهر رمضان أنفقتها المحطة على الناس التى مثلت المقلب وبعضهم أخذ أكثر من سبعة ملايين جنيه فى أقل من عشر دقايق ،ومعنى ذلك أيضا أن تمويل برنامج تافه يسفه الفن المصرى ويمسح بكرامة الفنانين الأرض من أجل الفلوس يتم انتاجه من جيوب الناس.

وبالتأكيد لم تحقق هذه الاعلانات ولا هذه البرامج التافهة ولا تلك المسلسلات أى سعد للناس النبيهة.